أثارت ظاهرة رؤية القمر بالعين المجردة جنباً إلى جنب مع كوكب المشتري اهتمام الكثير من المصريين الذين حرص معظمهم على متابعتها ونشر الصور على صفحات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
ويشكل «تغير الفصول» فرصة لعشاق متابعة الظواهر الفلكية عبر أنشطة متنوعة ينظمها كل من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والجمعية المصرية لعلوم الفلك.
وفي مساء الأحد، بدأت الظاهرة المعروفة فلكياً بـ«اقتران القمر مع كوكب المشتري»، والتي أمكن رؤيتها بالعين المجردة، ما دفع كثيرين إلى الحرص على التقاط صورة القمر مع الكوكب الأكثر غموضاً «المشتري» من فوق أسطح المنازل والشرفات، وقام المعهد القومي للبحوث الفلكية بمتابعة الظاهرة علمياً وتعريف الجمهور بها، وقال المعهد عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» إن «ظاهرة اقتران القمر تجعل كلاً من القمر والمشتري قريبين من بعضهما ويمكن رؤيتهما بالعين المجردة».
ونظمت الجمعية المصرية لعلوم الفلك، أمسية بمكتبة مصر العامة بالدقي بمشاركة جماهيرية واسعة لرصد الظاهرة، وبجانب رؤية اقتران القمر مع المشتري، قام المشاركون برصد ظواهر مصاحبة باستخدام التليسكوب وفقاً للدكتور أسامة فتحي عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم الفلك، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمسية تضمنت مساعدة الحضور على مشاهدة الفوهات النيزكية للقمر وتصويرها بالهواتف المحمولة من خلال عدسة التليسكوب، وكذلك رصد كوكب المشتري مع أقماره الجليلية، وكوكب زحل»، موضحاً أن: «اقتران القمر مع كوكب المشتري سيستمر لعدة ليالٍ ويمكن رؤيته بالعين المجردة، إذ سيظل المشتري ساطعاً بينما يبدأ القمر في الخفوت تدريجياً، كما ستتباعد المسافة بينهما، ولن يمكن رؤيتهما معاً بالعين المجردة.
ويشكل «تغير الفصول» فرصة لعشاق متابعة الظواهر الفلكية، بحسب فتحي الذي يقول: «تلقى أنشطة متابعة الظواهر الفلكية إقبالاً واسعاً من أعمار وفئات مختلفة من المصريين، بدءاً من الأطفال من عمر 8 سنوات، والذين تبهرهم هذه الأنشطة، إلى أشخاص كبار من مهن وثقافات مختلفة».
وبدأت الظواهر الفلكية في مصر مع تغير الفصول، ورصدت تليسكوبات المعهد القومي للبحوث الفلكية صباح الأحد ما يعرف بظاهرة «قمر الحصاد» وترتبط التسمية تاريخياً بسطوع القمر ما يعطي الفلاحين فرصة لحصاد محاصيلهم على ضوئه، وبحسب المعهد الفلكي: «بدأ ظهور قمر الحصاد في 10 سبتمبر (أيلول) بسطوع بلغ نسبة 99.6 في المائة وذلك مع بداية الاعتدال الخريفي، وتستمر مشاهدة القمر بدراً لعدة ليالٍ متتالية قبيل الغروب وحتى 21 أو 22 سبتمبر الجاري».
ومن جانبه يقول الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لـ«الشرق الأوسط» إنه: «يوجد تنامٍ كبير لاهتمام الجمهور بمتابعة الظواهر الفلكية المختلفة، ومن بين أهداف المعهد خلال الأنشطة المختلفة تعريف الجمهور بهذه الظواهر وتبسيطها، ونشر الوعي العلمي بها».
ونظمت الجمعية المصرية لعلوم الفلك أمسية فلكية الأسبوع الماضي، بمتحف الفن الإسلامي (وسط القاهرة) تحت عنوان «رحلة تاريخية بين علوم الفلك»، تضمنت مشاهدة ورصد العديد من الظاهر الفلكية باستخدام التليسكوب، منها رصد فوهات القمر النيزكية وكوكبي المشتري وزحل.
كما تنظم الجمعية رحلة ميدانية إلى مرصد القطامية الفلكي (شرق القاهرة)، يوم الجمعة المقبل الذي يوافق 16 سبتمبر الجاري، تتضمن رصد بعض الظواهر الفلكية بالعين المجردة، وباستخدام تليسكوب المرصد الذي يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط إذ يبلغ قطره 74 بوصة، ويوضح الدكتور أسامة فتحي أن «الأنشطة والرحلات التي تنظمها الجمعية تهدف إلى تبسيط علوم الفلك لكافة فئات المجتمع، وتشكل تجمعاً لعشاق ومحبي متابعة الظواهر الفلكية المختلفة».
التعليقات