دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — هناك مدن يسكنها الخوف الدائم، يدخل في تفاصيل حياة سكانها فيأكلوه ويشربوه مع قوتهم/ـن اليوميّ غير قادرين/ـات على تجاهله وتجاوزه مهما فعلوا/ـن.
وقد لا يكون تجاهل الخوف بما يحمله معه من تعب وتخبطات نفسية هو الحل الأنسب، فمن يعيش معه عليه أن يجد وسيلة للتغلب عليه، وفي بعض الحالات قد يجد من يمد له يد المساعدة ليخفف من الأضرار النفسية اللاحقة في المستقبل.
هكذا تصف الإخصائية النفسية سلام عامر لـ CNN الهدف من المبادرة التي أطلقتها لتقديم الدعم النفسي المجاني للأمهات في مدينة غزة، وهي حاصلة على ماجستير في العمل الاجتماعي الاكلينيكي واخصائية علاج سلوكي معرفي CBT.
وتقول سلام: “الأمهات يبحثن عمّن يسمعهن، لذلك كان التوجه لهن على وجه الخصوص، وإجمالاً في فترة الحرب، قليل ما نرى الآباء مهتمين بالجانب النفسي بقدر اهتمامهم بتأمين الأمن للعائلة، ورغم ذلك كان هنالك بعض الإقبال منهم، أما الفتيات والفتية فتوجهي لهن/ـم كان بفعل تعاملي الدائم مع هذه الفئة.”
واستطاعت سلام الوصول إلى ما يقارب 80 حالة بفضل انتشار المبادرة بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي وصولها للأشخاص المحتاجين لها في الوقت المناسب، كما تطوع فيها عدد من الاخصائيات/ـين النفسيين لتقديم المساعدة والدعم النفسي.
وتتابع: “في أيام الحرب تحديداً من المهم احتواء الخوف والتخفيف من التوتر والقلق، بالإضافة لمدهم بأدوات للحد من نوبات الهلع. الكثير كانوا غير قادرين على التوجه لأخصائي نفسي قبل الحرب بعد معاناتهم من آثار الحرب السابقة، ووجدوا فرصه مناسبة للحديث عن أعراض ما بعد الصدمة.”
هذا ما دفعها للتفكير مع فريقها من المتطوعات/ـن بالعمل على تطوير هذه المبادرة لبناء مشروع أكبر، خاصة بعد إدراكها لقلة الوعي في الصحة النفسية وشح المعلومات حولها.
كما أكدت إنها ما زالت تستقبل الحالات حتى الآن وعلى استعداد دائم لاستقبال كل من هن/ـم بحاجة الدعم النفسي ولا يستطعن/ـيوا تحمّل التكاليف.
ورغم التحديات والصعوبات التي تواجهها المرأة في ميدان العمل بشكل عام، إلا أنها تزداد في مجال العلاج النفسي على وجه الخصوص برأي سلام، حيث لا يتم أخذها على محمل الجد ويكون التعامل مع المعالجة على أنها نوع من “الفضفضة” كما يصعب في بعض الأحيان التعامل مع فئات محددة، إلا أن كل هذا لا يشكل عائقاً للأخصائية سلام أمام تقديم الدعم والعلاج النفسي لأبناء مدينتها.
التعليقات