11:14 م
الخميس 13 أكتوبر 2022
كتب – محمد شعبان:
كعادته كل صباح، خرج سيد القزاز من منزله قاصدا محل عمله بمدرسة وحدة أبو غالب الابتدائية مركز منشأة القناطر محافظة الجيزة. سيناريو يومي معتاد لا تتبدل أحداثه منذ التحاقه بتلك المنشأة التعليمية إلا أن صباح الخميس حمل أحداثا غير سارة لصاحب الخلق الرفيع.
الحادية عشرة والنصف صباحا، يقف أحد صناع المستقبل كمشرف أمن على الباب الخارجي لمحراب العلم. دون كلل أو ملل يحافظ “أستاذ سيد” -كما ينادي عليه الجميع- على النظام والقواعد بعدم السماح بدخول أو خروج أحد إلا بتصريح مسبق من مدير المدرسة غير عابئ بما يخبئ له القدر.
بصوت طفولي ينم عن عمر صاحبته وقفت صغيرة تطلب “عمو عايزة ادخل لأختي هنا في المدرسة” ليجيبها المُعلم “سيد” بابتسامته المعهودة “مش هينفع يا عروسة لسه بدري على معاد الخروج” لتنصرف البنت دون أن تنطق كلمة واحدة.
بعد خمس دقائق، حضر والد الطفلة ويدعى “إبراهيم” معاتبا المدرس “انت مش عارف دي بنت مين.. انت ازاي تشخط فيها؟” ليرد الأخير على جاره -المعروف بالنسبة له تمتم المعرفة- قائلا “عيب يا إبراهيم انا برده هعمل كده” ليتدخل زملاء المدرس لتهدئة الموقف ومن ثم انصراف والد الطفلة.
لم تمر سوى دقائق تعد على أصابع اليد الواحدة حتى فوجئ “سيد القزاز” بثلاثة أشخاص مفتولي العضلات مدججين بالجنازير يقتحمون بوابة المدرسة بكل ما أوتوا من قوة “التلاتة شغالين في الجيم الي قدام المدرسة” يقول “سيد” في حديثه لمصراوي إنهم “جايين يجامله إبراهيم ونزلوا ضرب فيا” معلللا السبب: “التلاتة مأجرين بيت إبراهيم لإقامة الجيم”.
هرج ومرج بات سيد الموقف، رعب استقر داخل قلوب أطفال في عمر الزهور من هول المشهد حتى استطاع أعضاء هيئة التدرسي طرد المعتدين الثلاثة خارج أسوار المدرسة لإسعاف المدرس المغلوب لأمره بما ألحقوه به من إصابات “نزلوا عليا بالجنازير زي الحرب.. عندي كدمات بالوجه واليد”.
مأساة المدرس البسيط لم تتوقف عند هذا الحد حين قرر الاستنجاد بالشرطة “اتصلت بالنجدة وقسم الشرطة وماحدش عبرني” لافتا إلى أنه مع تدخل قيادات مديرية التربية والتعليم بالجيزة أجابه أحد مسؤولي نقطة شرطة أبو غالب “تعالى اعمل محضر” مقابل صمت غير مبرر من مسؤولي قسم شرطة منشأة القناطر “ماحدش اتحرك من القسم رغم الاتصالات اللي عملناها”، حسب قوله.
مع احتدام الموقف، فرغ مدير المدرسة محتوى كاميرات المراقبة واصطحب المدرس “المجني عليه” إلى ديوان القسم لتحرير محضر بالواقعة “الكاميرات جايبة كل حاجة صوت وصورة.. مش عايز غير حقي”.
التعليقات