التخطي إلى المحتوى

تحدث ناصر القرني، وهو ابن الداعية، عوض القرني، الذي تطالب النيابة السعودية بإعدامه، عن تفاصيل ليلة اعتقال والده.

ونشر القرني فيديو على تويتر، الأربعاء، وعلق عليه ببعض التساؤلات: “من هم الذين داهموا منزلنا يوم الاعتقال؟، وكيف اقتحموا البيت على والدي وأهلي؟، وعن ماذا كانوا يبحثون في داخل المنزل؟، وأنا وأخي .. أين كنا؟!”.

ونشر الفيديو ليروي “القصة الكاملة لما حدث لوالده الدكتور عوض القرني في تلك الليلة”.

وقال إن “الاعتقال تم بعد غروب شمس يوم 9 سبتمبر عام 2017، وجاءت سيارتان تقلان بعض الأشخاص، وتحدثوا مع والده عبر سماعة جرس المنزل، وقالوا له نحن ضيوف من خارج المنطقة”.

وأضاف أنه “كان من الطبيعي أن يأتي ضيوف إلى الوالد بشكل مفاجئ، وبعدها رحب بهم ونزل لاستقبالهم، وعندما فتح الباب انقضوا عليه مباشرة، وحاولوا دخول المنزل، وكانوا يرتدون ملابس مدنية”.

وتابع: “الوالد أخرجهم وأغلق الباب من خلفه بسبب وجود الأهل (نساء) والأطفال في المنزل. وبعد دقائق معدودة أتت نحو 30 سيارة مدججة بعناصر مسلحة واقتحموا المنزل وفتشوه وصادروا الأجهزة الإلكترونية”.

وألمح إلى أن “عملية التفتيش استمرت حتى الساعة 10 مساء، وكان كل من في المنزل بحالة قلق وخوف، وحاولوا تقييد الوالد أمام أطفاله وتم تفتيش الأطفال وحبسهم في غرفة صغيرة، وأشهروا أسلحتهم على كل من في المنزل”.

وفيما يتعلق به وبأخيه، قال: “أنا وأخي كنا في الخارج وقت المداهمة، وعندما وصلنا ذهلنا من المنظر، وكأنها ساحة حرب، حيث تواجد نحو 100 رجل مسلح، وكانوا يحيطون بالمنزل، وتم منعنا من دخول المنزل بقوة السلاح”.

وأشار إلى أنه “بعد اعتقال الوالد، قالوا لنا إنه يومين وسيعود، وها نحن الآن في شهر أكتوبر سنة 2022، وما زال والدي معتقلا”.

وفي سياق متصل، كشف ناصر القرني لوكالة “بلومبرغ”، الثلاثاء، كيفية هروبه من المملكة، وتقديمه طلب لجوء في بريطانيا، قائلا إن حياته “مهددة” من قبل السلطات السعودية.

وقال إن مسؤولي أمن الدولة في السعودية حذروه من سجنه أو إعدامه إذا انتقد معاملة والده عوض القرني.

وأضاف ناصر القرني (24 عاما)، خلال المقابلة التي أجرتها معه “بلومبرغ” في فندق وسط لندن، وتحدث من خلال مترجم: “في عهد محمد بن سلمان، تغير الوضع في السعودية بشكل سيء حقا، وإذا رغب أي شخص سعودي في التعبير عن رأيه، فلديه خياران، إما مواجهة السجن، وربما عقوبة الإعدام، أو الحياة بفم مغلق بحيث لا يمكنه انتقاد أي شيء أو السلطات”.

وأكد ناصر أنه سافر إلى لندن لطلب اللجوء، وزيادة الوعي بالحملة القمعية في السعودية ومحاولة إنقاذ حياة والده.

ونشر ناصر مقطع فيديو، السبت الماضي، أعلن فيه فراره خارج المملكة والوصول إلى “مكان آمن” لـ”الدفاع عن والده والمعتقلين” في بلاده، “ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه في بلاده”.

واعتقل الشيخ عوض القرني في سبتمبر 2017 لنشره تغريدات على تويتر تنتقد المملكة، ضمن حملة اعتقالات طالت عددا من المفكرين والدعاة والناشطين، وفقا لرسالة من مبعوثي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وقال وزير الخارجية في ذلك الوقت، عادل الجبير، إن السجناء، ومن بينهم رجال دين وأكاديميين ورجال أعمال، “كانوا يدفعون بأجندة متطرفة”.

وجاء اعتقال القرني، بعد أن أعاد تغريد رسالة إلى مليوني متابع له على تويتر في سبتمبر 2017. 

وكان القرني مستقلا عن المؤسسة الدينية الرسمية، وأستاذا في جامعتين سعوديتين، وانتقد اعتقالات الحكومة السعودية وفرض حظر سفر على المثقفين، وفقا لرسالة كتبها مجموعة من ستة مبعوثين للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في نوفمبر 2019، والتي أشارت إلى مخاوف بشأن قضيته ومطالبة النيابة بإعدامه وسجناء آخرين.

وتوجه السلطات السعودي عدة اتهامات للقرني، تشمل” تأييد جماعة الإخوان المسلمين، التحريض على القتال في مناطق الصراع والفتنة، التحريض بالإساءة لقادة الدول الأخرى.. وغيرها من اتهامات”، وفقا لصحيفة “سبق” السعودية، ونفاها نجله في المقابلة مع بلومبرغ.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *