أوجدت التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتطور وسائل الاتصال، مرونة وسرعة في التواصل بين المجتمعات أشخاصاً ومؤسسات، وأسهمت في إيجاد قنوات متعددة تحقق تواصلاً فعالاً وإيجابياً ملموساً.
الاتصال المؤسسي من أهم الإدارات في الوزارات والهيئات والمؤسسات، ودوره لا يقل أهمية عن إدارات تخطط وترسم ملامح المستقبل، وينبغي أن تتطور أدواته في التواصل مع ممثلي وسائل الإعلام، وفقاً لمتغيرات الاتصال الحديثة التي جعلت طرائق التواصل أكثر مرونة ويسراً وأسرع إنجازاً، فلا تجوز عرقلة عملهم، أو تجاهل أسئلتهم واستفساراتهم التي لا تأتي من فراغ.
يومياً نصطدم بكمّ هائل من المعلومات والأخبار المغلوطة، والمنشورات الملفّقة المتداولة التي لا تلامس الواقع من قريب أو بعيد، وهنا تأتي أهمية الاتصال المؤسسي في تمكين ممثلي وسائل الإعلام، من مواجهة الأكاذيب وتصحيح المغالطات من المصادر الموثّقة، وتوفير معلومات كافية ووافية تمنع القيل والقال، وتقطع الطريق أمام أي «مُلفّق ومغلوط» يُربك المجتمع.
مع الأسف نواجه صعوبة في الحصول على المعلومات، والردود عن الاستفسارات، عن منشور أو معلومة متداولة، وكذا الإجابة عن أسئلة تهم المجتمع من بعض المؤسسات؛ إذ وضعت فرق الاتصال المؤسسي بها، آليات معرقِلة تُبعد عن التعاون جملة وتفصيلاً، ولا تأتي بفائدة.
ونسأل من أين نستقي معلوماتنا لإيضاح أمر أو تصحيحه؟ فبعضهم لا يجيب حتى على الهاتف. وكيف نحصل على إفادات المسؤول إذا كانت حلقة الوصل غير فعالة؟ وهل هناك تقييمات دورية لأداء فرق الاتصال؟ وأين مشاركة ممثلي وسائل الإعلام منها؛ لأنهم الأكثر تعاملاً مع هذه الفرق؟
لكل مسيرة تنموية محرّكات مؤثرة، والإعلام أبرز تلك المحركات وأهمها، ولنقتدي بكلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، التي تؤكد أن الإعلام بمختلف أنواعه، شريك أساسي في منظومة التنمية الوطنية، ودعمه ضرورة للقيام بدوره. وهو يملك قوة الكلمة، وينبغي حسن توظيفها لإحداث أثر إيجابي. كلمات مأثورة اقتدينا بها في أداء واجبات عملنا الإعلامي، وينبغي أن يقتدي بها الجميع.
من دون مجاملة، نأمل أن تغير فرق الاتصال في بعض المؤسسات من سياستها في التعاطي مع ممثلي وسائل الإعلام، وتوفر قنوات متنوعة للتواصل، فلا يجوز أن يكون البريد الإلكتروني الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الإعلاميين في عصر الذكاء الاصطناعي، وعليها أن تؤمن بدور الإعلام شريكاً حقيقياً وجزءاً أصيلاً في مسيرة التنمية، وبقدراته على التصدي لكل ما يعرقل المسيرة التنموية.
[email protected]
التعليقات