التخطي إلى المحتوى

“ليبانون ديبايت”

لا تتعلق المعركة في العراق بمستقبل مقتدى الصدر وحده بل تتعلق بمستقبل العراق نفسه، لأن منع الفائز في الإنتخابات النيابية من تأليف الحكومة، أطلق سلسلة أحداث وتطورات سياسية وأدت إلى وضع القرار بيد الشارع، فكانت الفوضى، التي تابعها الشارع اللبناني باهتمامٍ لافت، حيث تكاد الصورة شبيهة إلى حدٍ بعيد بصورة الإنهيار في العراق.

لكن الكاتب والمحلل السياسي نبيل بومنصف، يستبعد انسحاب معادلة الشارع العراقي على الشارع اللبناني، معتبراً أن “هناك العديد من أوجه الشبه، ولكن الشعب اللبناني لا يشبه الشعب العراقي في طريقة التعاطي مع الأحداث، وإن كان وجه الشبه بين البلدين ينحصر في وجودهما على خطّ الأزمات بسبب نفوذ إيران بشكلٍ رئيسي”.

ويقول الكاتب بومنصف لـ “ليبانون ديبايت”، إن الإيرانيين يلعبون في المساحة نفسها في لبنان وفي العراق، ولكن تركيبة العراق السياسية مختلفة عن تركيبة لبنان، وما من شخصية في لبنان تشبه شخصية مقتدى الصدر، كما أن الإنقسام بين الشيعة عامودي وهناك توازن قوى وصراع بين القيادات الشيعية على خلفية التحالف مع إيران، وفي المقابل فإن الواقع الشيعي يختلف في لبنان عمّا هو عليه في العراق، كما أن مناهضة إيران تشمل عدة طوائف ولكن ليس الطائفة الشيعية حيث يختصر الثنائي الشيعي، الموقف في هذه الساحة.

ومن المبكر إطلاق أية توقعات أو قراءات متصلة بما حصل في العراق في اليومين الماضيين وخصوصاً لتبيان ما إذا كانت الصورة متصلة بما يحصل في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني أو أنها انعكاسٌ مبكرٌ لما سيحصل بعد توقيع الإتفاق، إذ يعتبر الكاتب بومنصف، أن الأيام القليلة المقبلة ستحمل مؤشرات واضحة حول ما سيؤول إليه الوضع، لأنه إذا عادت التظاهرات إلى الشارع مجدداً، فإن ذلك يعني أن الساحة العراقية تتجه إلى مكان خطر، خصوصاً وأن ما حصل قد تزامن مع تحريك للجبهة اليمنية، وبالتالي ستكون المنطقة أمام “دومينو” له علاقة بالملف النووي، وسيتحرك الوضع في العديد من الساحات، وعندها يجب أن نخاف على لبنان، لان مفاعيل هذا الوضع حتمية، ولكن ليس من الواضح كيف ستكون الترجمة لهذه التطورات، رغم أن هذه الساحات تُعتبر في المحور نفسه.

وبالتالي، يؤكد بومنصف، أن إيران لا تواجه وضعاً صعباً في المفاوضات حول برنامجها النووي، وذلك بدلالة الخشية لدى كل القوى المناهضة لهذا الإتفاق من أن تكون واشنطن قد ذهبت بعيداً في التنازل أمام إيران، ولكن ما حصل في العراق يأتي في سياقٍ مغاير، لأن أنصار الصدر يتحركون ضدالنفوذ الإيراني، ما يعني أن إيران ليست مرتاحة في العراق.

أمّا عن المشهد اللبناني، فيؤكد بو منصف أن عدوى العراق لن تصيب لبنان الذي يواجه انهياراً في كل المجالات، وهو على أبواب استحقاق رئاسي، وما من فريق داخلي قادر أن يقلب الطاولة على الجميع، لأن اللاعب الأقوى اليوم هو “حزب الله”، لأنه مسلح، ولكنه يتعاطى بحكمة مع الوضع الداخلي والمهم أن يتعاطى هكذا أيضاً مع ملف الترسيم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *