ونشرت روسيا مؤخرا بشكل مكثف بسماء خاركيف طائرات بدون طيار لمنع تقدم القوات الأوكرانية ولشن هجمات مضادة لوقف تقدم تلك القوات.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، في الساعات الأخيرة، عن عسكريين أوكرانيين، تأكيدهم أن روسيا ألحقت أضراراً جسيمة بالقوات الأوكرانية بواسطة طائرات مسيرة تسمى “جيرانيوم 2″، استهدفت قوات كييف بمدينة خاركيف، حيث تشن تلك القوات هجوماً كبيراً في الوقت الحالي، واستعادوا حوالي 8500 كيلومتر مربع، من الأراضي من قبضة موسكو.
ويقول موقع “ذا درايف” الأميركي المختص بالشؤون الدفاعية والعسكرية: “أطلقت روسيا على هذه الطائرة المسيرة Geran-2 وهو اسم يتماشى مع التقليد الروسي المتمثل في تسمية المدفعية بأسماء الزهور”، لافتا إلى أن هذه الطائرات تُستخدم بالفعل كذخيرة وهي مزودة برؤوس حربية لمهاجمة أهداف أوكرانية على الأرض، بدلاً من أدوار المراقبة أو العمل كشراك خداعية.
تفاصيل الرواية الأوكرانية
- قائد كتيبة المدفعية “92 ميكا” الأوكرانية الكولونيل روديون كولاجين، يؤكد أنها روسيا تستخدم طائرات “شاهد 136″ الإيرانية بعد إعادة طلاؤها بالألوان الروسية وتسميتها باسم زهرة تسمى بـ”عشبة إبرة الراعي”.
- يعتقد أنها مسيرات إيرانية تلقتها مؤخرا موسكو ضمن صفقات سلاح مع طهران.
- ظهرت تلك المسيرات فوق مواقع المدرعات والمدفعية الأوكرانية بمنطقة خاركيف الشمالية الشرقية.
- دمرت مدافع “هاوتزر” ذاتية الدفع عيارات 152 ملم وعيار 122 ملم، بالإضافة إلى مركبتي مشاة طراز “بي. تي. آر” للجيش الأوكراني، وفق كولاجين.
- إن صحت الرواية الأوكرانية فستكون تلك المسيرات أول منظومة تسليح أجنبية تستخدم على نطاق واسع من قبل موسكو منذ الحرب.
وفي حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، يقول الخبير الدفاعي الألماني، بابك تقوايي، إن الكثير من طائرات “جيرانيوم 2” الروسية الجديدة هي في الأصل صناعة إيرانية، ويتم تصنيعها في روسيا.
ويضيف “تقوايي”، وهو مؤلف كتاب “تاريخ سلاح الجو الأوكراني” أن:” تكنولوجيا تصنيع تلك المسيرات تحصلت عليها إيران من إحدى الشركات بدولة جنوب إفريقيا ما بين عامي 2004 و2005، وقامت بتنفيذ هذه الطائرة الانتحارية.
- ووفق “تقوايي” فإن أقصي مدى للطائرة هو 1000 كليو متر، وسرعتها تصل إلى 185 كليومترا في الساعة.
- حجمها لا يتعدى 200 كليوغرام، وأقصي مساحة بين الجناحين هي 2.5 مترا.
- ويبلغ طول الطائرة نحو 3.5 مترا، ورأسها الحربي المتفجر يصل لـ32 كليو غراما.
قدرات كبيرة
- وطائرات “جيرانيوم 2” عادة تطير في تشكيل زوجي ثم تصطدم بأهدافها.
- تعد أحدث نسخة من تصميم مسيرات “أجنحة دلتا”.
- استخدامها يوفر لموسكو “ثقلاً موازناً قوياً” لأنظمة الأسلحة عالية التقنية، مثل قاذفات صواريخ “هايمرس” الأميركية، التي تبرعت بها لأوكرانيا.
- من شأنها تغيّير الخطط العملياتية لكييف لأن المساحة الواسعة للمعركة تجعل من الصعب الدفاع ضده.
- يستهدف بعضها أنظمة الرادار والأخر يصيب قطع المدفعية.
- بها أنظمة مضادة للتشويش يجعل من الصعب على القوات الأوكرانية مواجهتها.
- من الصعب إيقافها.
- صغيرة نسبياً وتطير على ارتفاع منخفض جداً.
- من الصعب اكتشافها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.
- كل شاحنة تحمل 5 طائرات بدون طيار جاهزة لإطلاقها في نفس الوقت.
- تدمر أنظمة الدفاع الجوي والمركبات العسكرية والدبابات والأهداف الأخرى.
- لها القدرة على عمل تشكيلات ثنائية على ارتفاع منخفض وسرعه قليلة ومن ثم مهاجمة الأهداف.
ويقول مينا عادل، الباحث في الشؤون العسكرية، إنه: “من المنطقي جدا تواجد مثل هذه الفئة من الطائرات في الشمال الأوكراني نظرا لكثافة تواجد وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية بتلك المنطقة، ما يستلزم من القوات الروسية تحييدها واعتراضها”.
- يضيف: “الروس قد يستخدمون تلك المسيرات لتقليل الضغط على القوات البرية لإكمال الانسحاب التكتيكي أو للتحضير لهجمات مضادة”.
- ويفسر: “بعد تعرض القوات بإقليم دونباس لهجمات أوكرانية انتهت تلك الهجمات وحاليا يتمسك الروس بشراسة بالخط الدفاعي للحفاظ على تدفق الإمدادات لمعركه شرق أوكرانيا وهذا بالقطع يتطلب تقديم حلول تكتيكية مثل هذه الطائرات الانتحارية للتخلص من الدفاعات الجوية الأوكرانية وغيرها من الأهداف لإفساح المجال للطيران الروسي للعودة بقوة لمعركة خاركيف”.
والأسبوع الماضي، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إنه من المرجح للغاية، أن تكون موسكو قد نشرت طائرات إيرانية بدون طيار في أوكرانيا لأول مرة لشن ضربات تكتيكية قرب الخطوط الأمامية بدلاً من تدمير المزيد من الأهداف الاستراتيجية في عمق الأراضي الأوكرانية.
ولم يتم الإعلان رسميا عن تسليم طائرات “شاهد 136” من الجانبين الروسي ولا الإيراني ولا الأعداد التي تسلمتها القوات الروسية من هذه الطائرات.
وقبل شهرين حذر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان من أن مسؤولي الدفاع الروس زاروا إيران استعداداً لتنفيذ صفقة التزود بالمسًيرات العسكرية.
التعليقات