التخطي إلى المحتوى

أكد مسؤولون سعوديون أن قرار “أوبك بلاس” بخفض الإنتاج، والذي تسبب بتوتر مع الولايات المتحدة، اقتصادي، مؤكدين أن الخلاف مع الولايات المتحدة في ملف الطاقة يعد “عابرا”. 

وقررت مجموعة “أوبك بلاس”، المكونة من الدول الثلاث عشرة الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية وشركائها العشرة بقيادة روسيا، قرّرت هذا الشهر خفض حصص إنتاج النفط بهدف دعم أسعار الخام التي كانت تتراجع.

واعتبر البيت الأبيض أن قرار خفض الانتاج الذي يصب في مصلحة موسكو يعني أن الرياض قرّرت الوقوف إلى جانب روسيا فيما تحاول واشنطن حرمانها من مصادر دخلها خصوصا في قطاع الطاقة ردا على هجومها على أوكرانيا.

وقال وزير الطاقة السعودي،  الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في كلمة ضمن فعاليات النسخة السادسة من “مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار” المنعقدة في الرياض، الثلاثاء، إن المملكة تتواصل “مع العديد من الحكومات الأوروبية بخصوص الأزمة الحالية”، منوها إلى أن “الأزمة الحالية قد تكون أسوأ أزمة للطاقة”. 

وأضاف أن “الأمر لا يتعلق بالركود بل يتعلق بمدى خطورة الركود”. 

وأشار إلى أن “السعودية هي أكثر مورد للنفط يمكن الاعتماد عليه”،  مؤكدا “شركة أرامكو كانت تزود أوروبا العام الماضي بنحو 490 ألف برميل، لكن الكمية بلغت في سبتمبر الماضي 950 ألف برميل”. 

ولدى سؤاله حول توتر العلاقات مع واشنطن أجاب الوزير بالقول إن المملكة قررت أن تكون “الطرف الأوعى”، وفقا لتصريحات نقلتها رويترز.

من جهته، أكد وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، في تصريحات أمام “مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار”، الثلاثاء، أن الخلاف بين واشنطن والرياض “عابر”، وفقا لما نقلته “بلومبيرغ”.

وقال الفالح أمام المسؤولين التنفيذيين العالميين والمستثمرين والمسؤولين الحكوميين السعوديين إنه “على المدى الطويل نحن حليفان قويان… سنجتاز الخلاف الأخير الذي أعتقد أنه كان غير مبرر وآمل أن يكون سوء تفاهم”.

وأشار إلى الروابط القوية بين البلدين في مجالات الشركات والتعليم والعلاقات بين الأفراد.

وقالت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود، في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” إن الرياض وواشنطن تجاوزاتا خلافات في الماضي، مشيرة إلى أن الأمر ذاته سيحصل فيما يخص التوتر الأخير. 

وقالت السفيرة الشابة، حسب مقتطفات من المقابلة، نشرتها مذيعة القناة، بيكي أندرسون: “من الواضح أننا وصلنا إلى نقطة الخلاف، وقد حاول الكثير من الناس تسييس ذلك، لكنك تسمعينه من أصحاب الأمر الآن. الأمر ليس سياسيا، وإنما هو اقتصادي بحت ويستند إلى خبرة 40 أو 50 عاما من تحديد خريطة التوجهات. نحن لا ننخرط في سياسة أي شخص. نحن نشارك ببساطة كميزان قوى وعامل استقرار للاقتصاد من خلال سوق الطاقة كما فعلنا ذلك تاريخيا”.

وعن الاتهامات التي وجهتها الإدارة الأميركية للسعودية بـ”الانحياز لروسيا” بعد خطوة “أوبك بلاس”، قالت السفيرة في المقابلة، التي ستذاع كاملة في وقت لاحق الثلاثاء: “لدى المملكة سياسة التعامل مع الجميع، أولئك الذين نتفق معهم، والذين لا نتفق معهم”.

وأكدت أن العلاقة التي تربط السعودية بروسيا هي التي سمحت بإطلاق سراح أسرى حرب، من بينهم أميركيون.

وأضافت: “نحن ننظر إلى دورنا كوسيط ومحاور”، مشيرة إلى الدعم الإنساني الذي قدمته الرياض لأوكرانيا فيما يخص المساعدات ودعم اللاجئين، وقالت إن “هذه هي قيمة مشاركتنا. هل هذا انحياز لروسيا؟ لا”.

وأكدت أن “الخلاف أمر لا بأس به.. لقد اختلفنا في الماضي، واتفقنا في الماضي، ولكن الشيء المهم هو إدراك قيمة هذه العلاقة”.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت المملكة قادرة على الاستغناء عن الولايات المتحدة، قالت: “لا يمكن للعالم الاستغناء عن العلاقة مع الولايات المتحدة. لا شك في ذلك. الولايات المتحدة هي الولايات المتحدة، لمدة 80 عاما كانت حليفنا الاستراتيجي، ولمدة 80 عاما كانت شريكنا. أسمع الكثير من الناس يتحدثون عن إصلاح أو مراجعة العلاقة، وأعتقد في الواقع أن هذا أمر إيجابي، هذه المملكة ليست المملكة التي كانت عليها قبل 5 سنوات، إنها ليست المملكة التي كانت عليها قبل 10 سنوات”.

وتابعت: “لذلك كل تحليل كان موجودا سابقا لم يعد ذا صلة، نحن دولة شابة، ولدينا قيادة شابة. لدينا طموح وهدف للتعامل مع العالم بطريقة لم نفعلها من قبل”.

خيارات الرياض وواشنطن.. هل “تبيع” السعودية سندات الخزانة الأميركية؟

تقول صحيفة وال ستريت جورنال، في تقرير مطول، يناقش تدهور العلاقات الأميركية السعودية، إن قرار منظمة أوبك بلس التي تقودها المملكة بخفض إنتاج النفط، زاد من عزم الرئيس الأميركي، جو بايدن، على إعادة النظر في العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وذات التوجه يبدو عليه ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، أيضا.