كمال ذبيان – الديار
اللقاء الذي جمع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال ارسلان في حضور مسؤولين من الطرفين، كان لافتا ان يدوم نحو سبع ساعات، وهو الاول بعد الانتخابات النيابية التي جرت قبل حوالى اربعة اشهر (ايار الماضي)، والتي لم يفز فيها ارسلان ولا مرشحون من حزبه.
هذا اللقاء الطويل بين السيد نصرالله وارسلان، جرى النقاش فيه بكل المسائل الساخنة لبنانيا واقليميا ودوليا، حيث استعرضا الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل الحكومة، وترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي في فلسطين المحتلة، الى الوضعين المالي والاقتصادي، اضافة الى الازمة الاجتماعية والمعيشية، وودائع المودعين في المصارف، الى الموضوع الاساسي وهو انقطاع الكهرباء، وحاجة لبنان الى الفيول والغاز وبناء معامل توليد الكهرباء.
هذه العناوين الاساسية كانت مدار حوار بين الامين العام لحزب الله ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني»، ولم يغب عنه الوضع في فلسطين المحتلة، وارتفاع منسوب المقاومة فيها، الى احتمالات ان يقوم العدو الاسرائيلي بحرب شاملة، وتهيؤ محور المقاومة لذلك، وفق ما نقلت مصادر من الطرفين شاركت في اللقاء الذي وصفته بالصريح والعميق، والتأكيد على ثبات التحالف بينهما، اذ تم التشديد على ان انتخابات رئاسة الجمهورية هي موضع اهتمام لبناني ومتابعة خارجية، اذ ان السيد نصرالله اكد على ضرورة حصولها في موعدها، وان مواصفات حزب الله للرئيس المقبل الا يكون صداميا، بل توافقيا وجامعا، وان يتمكن اللبنانيون من صناعته، بتفاهمات بين قواهم السياسية، ولم يجر البحث في اسم محدد.
وتم التركيز في اللقاء، على تشكيل الحكومة والتسريع بولادتها، خوفا بالا تحصل الانتخابات الرئاسية ويقع الفراغ، ويدخل لبنان في تفسير حول دستورية الحكومة المستقيلة التي تصرّف الاعمال وتوليها صلاحيات رئيس الجمهورية كما نص الدستور عند خلو موقع رئاسة الجمهورية لاي سبب، ومن الاسباب انتهاء الولاية الرئاسية.
فتشكيل حكومة، هو ما يعمل عليه حزب الله، تداركا للفوضى الدستورية والسياسية، حيث ابلغ ارسلان السيد نصرالله، بان الحزب «الديموقراطي اللبناني» مع حكومة جديدة، ولا يمانع الا يمثل حزبه فيها اذا كان المعيار ان تكون ممثلة لكتل نيابية، كما تؤكد مصادر ارسلان انه اوضح للسيد نصرالله، انه اذا تم اعتماد معايير لتشكيل الحكومة والتزم بها الجميع، فان الحزب الديموقراطي يطبقها، اما اذا كانت الكيدية والاستنسابية هي التي ستتحكم بالتأليف، فهذا امر مرفوض، لان اجراء تعديل على الحكومة باخراج وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين منها هو امر مرفوض، لان المعيار الشخصي اعتمده الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لخلافه مع شرف الدين على خلفية معالجة ملف النازحين السوريين، وهو ما يحاول تطبيقه على وزير الاقتصاد امين سلام، وكان قبلهما يسعى الى ان يتناول التعديل الوزير وليد فياض.
ولم يكن السيد نصرالله، بعيدا في موقفه عما طرحه ارسلان، باعتماد معيار واحد في تشكيل الحكومة، ولقي تفهما ومؤازرة له، اذ اكد ارسلان على تمسكه بالوزير شرف الدين اذا بقيت الحكومة الحالية واستهدفه التعديل شخصيا، وفق ما يتم التداول به في الاعلام، ولم يطرح ارسلان اي اسم آخر كما جرى الترويج في بعض وسائل الاعلام، ويقول الامين العام للحزب «الديموقراطي اللبناني» الدكتور وسام شروق لـ «الديار» ان قرار الحزب ليس معرقلا لتشكيل الحكومة، لكنه لن يقبل ان يكون ممثله في الحكومة «كبش المحرقة»، وان ينفذ ميقاتي مآربه الشخصية، وهذا لن نسمح به يؤكد شروف، الذي يكشف عن ان الحلفاء يقفون مع الحزب «الديموقراطي»، من حزب الله الى الرئيس نبيه بري، كما ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن يفرط بحق الحزب ورئيسه طلال ارسلان، الذي وان لم يربح في الانتخابات فهذا لا يعني انه لا يمثل شريحة شعبية، اذ في الحكومة الحالية تمثيل لاطراف سياسية، تبدل حجمها النيابي، ويجب ان يحصل تبديل في حقائبها او عدد مقاعدها الوزارية.
حزب الله يستعجل تشكيل الحكومة ، لكن ليس على حساب حلفائه، وفق ما خلص اليه لقاء السيد نصرالله – ارسلان.
التعليقات