ان الهدف الأساسي من دعوة الـ27 نائباً لبنانياً من قبل سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ما هو إلّا لتوحيد الرأي السنّي والرأي العروبي الواضح بالنسبة لما يجري في الساحة اللبنانية وخصوصاً بالنسبة للانتخابات الرئاسية. ان هذا الاجتماع ان دلّ على شيء فإنما يدلّ على شعور سماحة المفتي بأخطار قد تترتّب على أبناء طائفته العروبية التي لم تتخلّ يوماً عن وحدة لبنان وعروبته. كما ان مصادر شعبية وسياسية مقرّبة من دار الفتوى تعلّق آمالاً كبيرة على الدعوة التي سيوجّهها سماحة المفتي في الاسبوع الأخير من هذا الشهر للالتقاء والتشاور بالأمور التي وصل إليها اللبنانيون من فقر مدقع وحياة بائسة جعلت المواطن اللبناني يفتّش خارج البلاد عن عملٍ له أو عن فيزا من هنا وهناك أو عن هروب في عرض البحر كما يجري مع أبناء الشمال الأشاوس الذين يخسرون حياتهم في بعض الأحيان. فهناك أجواء تُبخّ من هنا أو هناك من ان التيار العروبي أو التيار السنّي لن يشارك في أي قرار سياسي في الوطن، فنحن نقول ان كل الأنظار متوجهة الآن الى دار الفتوى لأنها هي التي تأخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب. لذلك ندعو كل نواب السنّة أو النواب العروبيين أن يلبّوا طلب سماحة المفتي. أما إن كان هناك بعض النواب الذين لا يريدون التلبية فهذا شأنهم، لكنني على يقين ان أكثرية نواب السنّة وبالتحديد 80 أو 85 بالمئة سيكونون حاضرين في دار الفتوى آخر الشهر تلبية لدعوة سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان لكي يتّفقوا على رأي واحد وموقف موحّد، لا يُتخذ من أجل مكاسب شخصية وإنما من أجل المحافظة على أهل السنّة والجماعة وعلى العروبيين في هذا الوطن. فتلبية لطلب سماحة المفتي نتمنى كشعبيين أن تُلبّى دعوة سماحته من الجميع خصوصاً لأن المفتي دريان معروف منذ قبل استلامه دار الإفتاء وحتى الآن انه لا يطلب شيئاً لنفسه وانه لا يمّيز بين لبناني وآخر. وكما كان وحدوياً سماحته عندما خطب خطبة نهار الجمعة في 15 أيار الماضي في جامع محمد الأمين وطالب من طائفته السنية والعروبية المشاركة في الانتخابات النيابية وامتثل له أكثرية المواطنين العروبيين والطائفة السنية التي لبّت الدعوة بأكملها، فعلى نواب هذه الطائفة أن يلبّوا دعوة المفتي الآن، لأن المواطنين لم يعودوا قادرين على تحمّل المزيد من القهر والعذاب. وبالتالي فعلى النواب المحترمين الذين انتخبهم شعبهم أن يفكروا كثيراً وألا يشككوا في هذا الأمر منعاً من التفرقة بين العروبيين في وطننا العزيز لبنان. علماً بأننا علمنا عن طريق التواتر ونتمنى أن يكون الأمر غير صحيح، ان البعض يزور البيوت للتشكيك فيما سيطلقه سماحته من مواقف في آخر اسبوع من هذا الشهر. وعلمنا بالتواتر أيضاً ونتمنى أن يكون الأمر غير صحيح، ان بعض النواب يحاولون ألا يلبّوا الدعوة وأن لا يستمعوا إلى ما سيقوله سماحة المفتي كما فعل البعض في خطبة العيد وعبر بعض المشايخ ومن خلال التشكيك في الدعوة، علماً ان خطبة العيد كانت من الأمور الأكثر وطنية التى أدّاها سماحته ومشايخ دار الطائفة في 150 مسجداً موزعين في جميع أنحاء لبنان لتحقيق مصلحة وطنية بامتياز. ونقولها بصراحة، صحيح انه مفتي السنّة ولكن في القانون هو مفتي كل الجمهورية اللبنانية. حفظك الله يا سماحة المفتي فأنت ميزان العدل والقوة وعلى أبناء الشعب تأييد كل ما تطلبه والتكلّم مع من اقترعوا لصالحه لتلبية نداءك. والى الذين لا يريدون الذهاب الى دار الفتوى، نقول لهم: هذا رأيكم ولكن عليكم أن تنحازوا الى شعبكم المقهور الذي لا يوجد في منزله أو متجره لا ماء ولا كهرباء ولم يعد يقوى على الاستمرار في العمل. ويا أيها النواب ماذا ستفعلون إذا لم توحّدوا كلمتكم؟ عليكم أن تنسوا خلافاتكم الشخصية وتفتشوا عن مصالح شعبكم العروبي والوطني.