- بول كيربي
- بي بي سي نيوز
يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حفلا رسميا يوم الجمعة، حيث سيعلن ضمّ أربع مناطق أخرى من أوكرانيا.
ويأتي ذلك بعد إجراء “استفتاءات” في تلك المناطق وسط انتقادات من أوكرانيا والغرب.
وقال مسؤولون مدعومون من روسيا إن التصويت الذي استغرق خمسة أيام شهدت شبه إجماع شعبي على الانضمام لروسيا.
وتقول روسيا إنها أجرت عمليات تصويت في لوهانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا، وفي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب الأوكراني
وسيلقي الرئيس الروسي خطابا رسميا في الكرملين.
أقيمت الاستعدادات بالفعل في الساحة الحمراء في موسكو، ونُصبت لافتات تنسب المناطق الأربع إلى روسيا
وأقيمت الاستعدادات بالفعل في الساحة الحمراء في موسكو، ونُصبت لافتات تنسب المناطق الأربع إلى روسيا.
ويعود هذا المشهد بالأذهان إلى عام 2014، وفعاليات ضمّ شبه جزيرة القرم، والتي تلت عملية استفتاء متنازع على شرعيتها. ولم يحظ أيّ من تلك الاستفتاءات برقابة مستقلة.
كما لم تحظ عملية ضم القرم باعتراف واسع من قبل المجتمع الدولي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف: “غدا في تمام الساعة 12:00 بتوقيت غرينيتش ستشهد ساحة سانت جورج التابعة لقصر الكرملين حفل توقيع ضمّ المناطق الجديدة إلى روسيا”.
ومن المتوقع أن يحضر الحفل اثنان من القادة الانفصاليين المدعومين من روسيا في الشرق الأوكراني.
وسيضطلع البرلمان الروسي بدور في التصديق على ضم المناطق الأربع الجديدة لروسيا، وهو ما ترفضه معظم دول العالم.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاستفتاءات بأنها باطلة ولا قيمة لها ولا تغير الواقع.
وقال زيلينسكي إن “وحدة الأراضي الأوكرانية ستُستعاد. وإن رد فعلنا على الاعتراف نتائج الاستفتاءات من قبل روسيا سيكون حادا للغاية”.
وتعهدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على روسيا بسبب الاستفتاءات، كما تنظر دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي اتخاذ جولة ثامنة من التدابير.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، يوم الخميس، إن الناس في المناطق الأوكرانية المحتلة أُخذوا من بيوتهم ومحالّ أشغالهم بالقوة وتحت تهديد السلاح أحيانا.
ورأت بيربوك أن “ذلك هو نقيض الانتخابات الحرة والنزيهة. وهذا هو نقيض السلام، إنه سلام تمليه القوة”.
وبدأت عمليات الاستفتاء في نحو 15 في المئة من أوكرانيا يوم الجمعة الماضي، ولم يكن سبق الإعلان عنها إلا بأيام معدودة.
ويدافع الإعلام الروسي الرسمي بأن استخدام الجنود المسلحين كان لأغراض أمنية. لكن أثر ذلك الوجود المسلح كان واضحا في خوف المدنيين في تلك المناطق. وقالت امرأة من مدينة إنيرهودار في زابوريجيا لبي بي سي: “عليك أن تجيب صوتيا، بعدها يقوم الجندي بالتعليم نيابة عنك في ورقة الاستفتاء”.
في دونيتسك رافق جنود مسلحون مسؤولي الاقتراع الذين جابوا المدينة منزلا منزلا لإجراء التصويت
ولا تسيطر روسيا بشكل كامل على أيّ من المناطق الأربع التي قررت ضمّها. فلا تسيطر موسكو إلا على 60 في المئة فقط من دونيتسك، لكن معظم أراضي لوهانسك لا يزال تحت سيطرة القوات الروسية.
وبعد مرور سبعة أشهر من اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا من جهات الشمال والشرق والجنوب، لا تزال الحرب مستعرة على الخطوط الأمامية في المناطق الأربع جميعا.
وتخضع عاصمة منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا لسيطرة الحكومة الأوكرانية، ويجري الآن هجوم مضاد في منطقة خيرسون.
ومنذ عدة أشهر، يدعو مسؤولون معيّنون من جانب روسيا إلى إجراء عملية الضمّ بشكل رسمي، لكن يبدو أن سلسلة الانتصارات العسكرية التي حققتها أوكرانيا في سبتمبر/أيلول الفائت اضطرت الكرملين إلى اتخاذ الخطوة.
وتمكّن الجيش الأوكراني من استعادة السيطرة على أجزاء كبرى في الشمال الشرقي للبلاد. وقالت أوكرانيا الخميس إن قواتها كانت تحيط بقوات روسية في مدينة ليمان الاستراتيجية، الواقعة في دونيتسك.
ووصفت وزارة خارجية أوكرانيا الأربعاء، الاستفتاءات التي أجريت بأنها “باطلة وبلا قيمة”. وقالت في بيان إنها ستواصل ضغطها وجهودها لتحرير الأراضي المحتلة من قبل القوات الروسية.
وإذا ضمّت روسيا المناطق الأربع التي لا تسيطر عليها بالكامل، فقد تأخذ الحرب إلى مستوى جديد، حيث تصور موسكو أي محاولة من قبل أوكرانيا لاستعادتها على أنها هجوم على السيادة الروسية.
ومن المتوقع أن تضع روسيا قوانين سريعة وجديدة حول ضمّ هذه المناطق الأربع المتنازع عليها، وقد هددت باستخدام المزيد من الأسلحة الفتاكة إذا تم استهدافها في المستقبل.
وأعلن فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي عن تعبئة عسكرية، مهددا باستخدام كل الوسائل التي تحت تصرفه، بما في ذلك السلاح النووي، في سبيل الدفاع عما يعتبره أرضا روسية.
وبضمّ مناطق محتلة من أوكرانيا، يتسنى لبوتين الاحتجاج بأن أراض روسية تخضع لتهديد بأسلحة غربية، أملاً في أن توقف حكومات دعمها العسكري لـ كييف.
وقال وزير الخارجية الأوكراني إن الاستفتاءات لن يكون لها أي أثر على أرض الواقع.