جي بي سي نيوز :- تلقى الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الثلاثاء، اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي جو بايدن هنأه خلاله بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن بايدن لفت إلى أن “المفاوضات للتوصل إلى الاتفاقية كانت صعبة وستساهم في تحسين حياة الملايين من الأشخاص في لبنان، وقد تطلبت الكثير من الشجاعة، ولذلك شكراً على الثقة التي منحتمونا إياها، ما يشهد على علاقة الصداقة القوية التي تربط بلدينا”.
وقال بايدن “هناك الكثير من الأمل المعلّق على هذه الاتفاقية، وأريد أن أشكر نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب من طرفكم الذي عمل مع آموس هوكشتاين للتوصل إليها”.
وأعرب عن أمله في أن “تُحدث هذه الاتفاقية تغييراً جيداً في حياة الشعب اللبناني”.
وأضاف “هي فرصة أيضاً لإعادة واستعادة الاستثمارات الأجنبية والخارجية في بلادكم والتي أنتم في أمسّ الحاجة إليها، وهذا سيساعدكم أيضاً على تعزيز فرص استغلال واستكشاف النفط والغاز في بلادكم لتحسين حياة الملايين من شعبكم”.
من جهته، شكر الرئيس عون الرئيس بايدن على جهوده الشخصية التي بذلها من أجل تحقيق هذه الاتفاقية “رغم علمي بالمشاكل التي يمر بها العالم واهتمامكم الشخصي بها، ونعلم أنه منذ 10 سنوات تقريباً وعندما كنتم نائباً للرئيس كان لديكم اهتماما كبيرا بهذا الملف بالتحديد وبدأتم العمل عليه واليوم أؤكد لكم أنكم لم تفشلوا”.
وأضاف “اسمحوا لي تحديداً أن أثني على الدور الذي قام به السيد آموس هوكشتاين وفريقه والجهد الاستثنائي الذي بذله معنا ومع أعضاء فريق عملنا الذين وصلوا الليل بالنهار”.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري قد تسلموا اليوم الثلاثاء المسودة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
ويطالب عدد من النواب بإحالة الاتفاق على مجلس النواب الذي تناط به الموافقة على هذا النوع من الاتفاقات.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن في إفادة للصحافيين إن الاتفاقية ستوفر للبنان إمكانات جديدة للاستثمار الأجنبي المباشر ولا سيما في قطاع الطاقة.
وأضاف المسؤول أنه سيتم تعويض إسرائيل عن أي حصة من الهيدروكربونات التي تم العثور عليها على جانبها من حدود البحر المتوسط.
وقال المسؤول إنه بالإضافة إلى ذلك ستحتفظ إسرائيل “بآلياتها الأمنية وبنيتها التحتية التي تحتاجها للتأكد من حماية شواطئها”.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن التفاوض على الاتفاق لم يكن سهلا وربما تكون هناك لحظات صعبة مستقبلا.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة ستواصل لعب دور الوساطة حسب الحاجة.
وأضاف “هذه ليست اتفاقية ثنائية مباشرة. إنها من خلال الولايات المتحدة ولكنها ترسيم للحدود سيسمح للبلدين بمتابعة مصالحهما الاقتصادية دون صراع. هذا هو الهدف”.
وتسارعت منذ بداية حزيران/يونيو التطوّرات المرتبطة بالملفّ بعد توقف لأشهر جراء خلافات حول المنطقة المتنازع عليها. وبعد لقاءات واتصالات مكوكية بين الطرفين، قدم الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين خلال الأيام الماضية عرضه الأخير.
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي يائير لبيد، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق “تاريخي” لترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
واعتبرت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن الصيغة النهائية للعرض الأمريكي “مرضية للبنان (…) وحافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية”.
وتعوّل السلطات اللبنانية على وجود احتياطات نفطية من شأنها أن تساعد البلاد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي المتمادي منذ نحو ثلاثة أعوام.
وهدد حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل، خلال الأسابيع الأخيرة إسرائيل بالتصعيد العسكري، محذراً إياها من الإقدام على أي نشاط في حقل كاريش، الذي كان لبنان يعتبر أنه يقع في منطقة متنازع عليها، قبل التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
وسيلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء خطاباً متلفزاً من المرجح أن يتطرق خلاله إلى الاتفاق.
وبموجب الاتفاق الجديد، يصبح حقل كاريش بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما يضمن الاتفاق للبنان حقل قانا، الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.
(وكالات)
التعليقات