كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن الرئيس ميشال عون أجرى خلال الأيام الماضية اتصالا هاتفيا برئيس النظام السوري بشار الأسد، وناقش معه العلاقات الثنائية وملف ترسيم الحدود البحرية.
وبحسب الصحيفة، فقد اتفق عون والأسد على تشكيل وفود رسمية من الوزارات والإدارات الرسمية في البلدين، لعقد اجتماعات في بيروت ودمشق من أجل التوصل سريعاً إلى اتفاق.
وشدد الرئيس اللبناني ورئيس النظام السوري على أن تتم “المباحثات بشأن ملف ترسيم الحدود من دون أي وسيط وأن ما يتفق عليه الطرفان سيتم توثيقه كمعاهدة بين بلدين”.
واعتبر أن المباحثات اللبنانية-السورية “لا يجب أن تكون شبيهة في أي حال من الأحوال بما جرى مع إسرائيل، لا لناحية وجود وسيط أمريكي أو حاجة إلى ضمانات أممية أو دولية ولا إلى تفاوض غير مباشر”.
وأضافت الصحيفة أن “الجهات المعنية في البلدين باشرت بالفعل في إعداد الأوراق الخاصة بالإحداثيات والخطوط الخاصة بالمناطق الاقتصادية الخالصة لكلا الجانبين”.
وفي السياق، لفتت “الأخبار” إلى أن “لبنان تلقى رسالة رسمية من قبرص، تستعجل إطلاق الحوار بين الجانبين لإعادة ترتيب الأمور بين البلدين في ضوء ما تمّ التوصل إليه بين لبنان وكيان الاحتلال”.
واضافت أن “لبنان طلب من السلطات القبرصية تأجيل إيفاد وفد رسمي إلى بيروت حتى نهاية الأسبوع المقبل، ريثما يتم تثبيت التفاهم البحري مع كيان الاحتلال، ما يسمح بإطلاق البحث مع قبرص تحت عنوان تصحيح النقاط والإحداثيات قبل إعادة تثبيتها لدى الأمم المتحدة”.
ومن المفترض أن يصل مبعوث ملف الطاقة الأمريكي آموس هوكشتاين، إلى بيروت الأسبوع المقبل حاملا نسخة من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع الاحتلال الإسرائيلي، ليوقعه مسؤولون لبنانيون.
ويمثل الاتفاق، الذي أشادت به الأطراف الثلاثة باعتباره إنجازا تاريخيا، نقطة تحول دبلوماسية هائلة بعد حرب وعداء على مدى عقود، كما أنه سيفتح الباب أمام التنقيب عن الطاقة قبالة سواحل الطرفين بمجرد دخوله حيز التنفيذ.
وقال كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بو صعب، إن هوكشتاين “جايي الأسبوع المقبل ومعه الاتفاق اللي رح نوقعه”. ولم يذكر متى سيتم توقيع الاتفاق.
ومن غير المرجح أن تقام مراسم توقيع تقليدية بحضور زعماء البلدين بالنظر إلى أن لبنان وإسرائيل لا يزالان في حالة حرب من الناحية الفنية.
اقرأ أيضا: هل يحقق لبنان منافع اقتصادية من اتفاق ترسيم الحدود؟
وقال هوكشتاين في منتدى استضافه معهد الشرق الأوسط الثلاثاء الماضي، إنه سيزور المنطقة الأسبوع المقبل دون أن يحدد تواريخ أو وجهات، مضيفا أن “رئيس لبنان ورئيس وزراء إسرائيل سيقرران بشأن التوقيع. تابعوا ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة”.
التعليقات