يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في خطابه الملكي السنوي فصّل الملك سلمان نهج المملكة للسياستين الداخلية والخارجية، وأبان للداخل والخارج ما يجب أن يقال بكل شفافيَّة وصدق ضمن مواكبة الرياض لكل المستجدات ومجالاته، فكان- كما هو مؤكد – إذا تحدَّث الملك سلمان لم يبق ما يضاف إليه.
**
ففي خطابه الذي وجّهه لأعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى – تحدث أولاً عن استراتيجية المملكة في تعاملها مع الطاقة التي هي اليوم القضية الأولى التي تثار وسط أزمة حادَّة بسبب الحرب الروسية-الأوكرانية، فكان تأكيده على أن بلادنا تعمل جاهدة على استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية.
**
الملك سلمان نظر إلى البترول على أنه عنصرٌ مهمٌّ في دعم نمو الاقتصاد العالمي، ومن هنا كان دور المملكة المحوري في تأسيس واستمرار اتفاق مجموعة (أوبك بلس) نتيجة مبادرتها لتسريع استقرار الأسواق واستدامة إمداداتها، فالمملكة- كما يقول- الملك دائماً في قلب العالم.
**
ونهج المملكة التنموي -والكلام للملك- يستهدف صنع نهضة شاملة ومستدامة محورها الإنسان، فهو من سيدير تنمية الحاضر، ويصنع تنمية المستقبل بالمعرفة، بفضل العديد من التشريعات والتعديلات على الأنظمة واللوائح التنفيذية، ضمن الاهتمام بالمواطن ورعايته.
**
في الخطاب الملكي قال الملك سلمان إن بلادنا تسير في المرحلة الثانية من رؤية المملكة 2030، وأن المشروعات التي تحققت ذات طابع سعودي، وأنها إبداعية، تصنع في مجملها بصمة تاريخية ثقافية واجتماعية، وأن مستهدفات الميزانية العامة للدولة لهذا العام تأتي استكمالاً لتعزيز الموقف المالي للمملكة.
**
تحدث الملك عن مكافحة الفساد بوصفه يمثل العدو الأول للتنمية، وأنه تمّ الحدُّ من آثار التضخم، كما تم العمل على دعم الخطط والبرامج التي تستهدف إيجاد الحلول للتحديات أمام قطاعات الإسكان والصحة والعمل، مع صون الأمن وتعزيزه بمفهومه الشامل.
**
وضمن ما جاء في الخطاب الملكي تأكيد الملك على أن بلادنا كانت ولا تزال وسيطاً للسلام، ومنارة للإنسانية لجميع دول العالم، وبذلك برزت جهود ولي العهد في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية -الأوكرانية، ونجاح وساطته في الإفراج عن أسرى من عدة جنسيات.
**
أوضح الملك أن المملكة هي الأكبر في منح المساعدات الإنسانية والتنموية على المستويين العربي والإسلامي، وإحدى أكبر ثلاث دول مانحة على المستوى الدولي لتخفيف وطأة الآثار السلبية للنزاعات المسلحة وانعكاساتها المؤلمة على الأمن الغذائي.
**
ودعا الملك إيران إلى الوفاء بالتزاماتها النووية، والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتخاذ خطوات جدية لبناء الثقة بينها وبين جيرانها، وبالنسبة للبنان قال الملك هناك ضرورة لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية وهيكلية شاملة تقود إلى تجاوز لبنان لأزمته، وحكومة تبسط سلطتها على كل أراضيه.
**
وجاء في الخطاب الملكي أن استراتيجية صندوق التنمية تستهدف مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بثلاثة أضعاف ليصل إلى 605 مليارات ريال، وأنه تم إطلاق جملة من الاستراتيجيات الوطنية والبرامج بهدف تعزيز تنمية البنية التحتية في القطاعات الحيوية.
**
الخطاب الملكي السنوي جاء شاملاً وشفافاً، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، وحمل الكثير من المضامين أشرنا إلى بعضها، وكلها تركز على الإنسان كمحور للتنمية والإصلاح وتوفير الأمن والأمان، وتجنب الصراعات والحروب، والتوجه نحو التعاون بين الدول، لتجاوز التحديات، وتعزيز القدرات التي تخلص الإنسان من البطالة والعوز، وتحمي الدول من التضخم، وانيهار الاقتصاد.
**
وهكذا هي القيادة التي تنظر إلى بلادها بعين وإلى مصالح العالم بالعين الأخرى، وتعمل على تحقيق ما يكرس التعاون بين الدول، ويحمي الشعوب من ويلات الزمان.
التعليقات