عهود الرومي: الإمارات ومصر تتمتعان بعلاقات استراتيجية راسخة
كشف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ان السعي جاد وكذلك الجهد من قبل الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة، التي عليها مواجهة المرحلة العصيبة واقتراح الحلول لإخراج البلد من النفق، معرباً عن أسفه من «أصوات ناشزة» تطلع من هنا وهناك وتزيد الأمور تعقيداً.
أبل تكشف عن هاتفيها ايفون 14 برو و Pro Max بنوتش متحركة وكاميرا قوية
وذكَّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان بمواقف الامام الراحل في المسائل الوطنية والسياسية الداخلية والعربية، مشيراً الى مفهومه للعمل الحكومي، اذ كان يردد: لا يجوز ان تتحول الدولة عبئاً على المواطن، وإلا خسرنا الدولة والوطن والمواطن، مشيراً الى ان الامام قبلان كان يوصي بأن الوطن يقوم «بالتضامن وليس بالقطيعة»، مجدداً الإلتزام بمصالح البلد وشراكته الوطنية وسلمه الاهلي وتنوعه وتعدده».
اتهام بيكيه بـ”الابتزاز” .. وبرشلونة يصدر بياناً
اقام المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى آية الله الامام الشيخ عبد الامر قبلان، وعائلة الراحل حفلاً تأبينياً في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس حضره: ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب آلان عون، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي عسيران، ممثل رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، فادي فواز ممثل الرئيس سعد الحريري، النائب شربل مارون ممثل التيار الوطني الحر، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى، ممثل البطريرك بشارة الراعي المطران بولس عبد الساتر، القائم بأعمال المجلس العلوي الشيخ محمد عصفور، ممثل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، ممثل البطريرك العبسي الأرشمندريت جورج اسكندر، ممثل حركة امل نائب رئيس الحركة هيثم جمعة، وأعضاء هيئة الرئاسة والمكتب السياسي والهيئة التنفيذية، الوزراء: محمد بسام مرتضى، عباس الحلبي، مصطفى بيرم، د.علي حمية، عباس الحاج حسن، اللواء مالك ممثلا وزير الدفاع، د. وليد حيدر ممثلا الوزير عبد الله بو حبيب، احمد محمود ممثلا وزير المهجرين عصام شرف الدين، والنواب: علي حسن خليل، محمد رعد، د. قبلان قبلان، امين شري، فادي علامة، د.أيوب حميد، د. إبراهيم الموسوي، محمد خواجة، امين شري، هاني قبيسي،علي خريس، د. اشرف بيضون، ناصر جابر، وسفراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية،، القائم بأعمال سفارة العراق، القائم بأعمال سفارة الجزائر، وقنصل باكستان، وقنصل عام السفارة المصرية، والحاج حامد الخفاف ممثلا المرجع اية الله العظمى السيد علي السيستاني، الشيخ علي بحسون ممثلا المرجع اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي، ممثلو المرجعيات الدينية و الروحية ورؤساء المحاكم الشرعية، مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم، مدير عام وزارة الاعلام د. حسان فلحة، ممثل قائد الجيش العميد علي رمضان، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، مدير عام الضمان الاجتماعي محمد كركي، العميد حسين خشفة ممثلاً مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، نائب مدير عام امن الدولة العميد حسن شقير، نائب مدير المخابرات العميد رياض علام،رئيس فرع الأمن القومي في الجيش العقيد وجدي دمج،وحشد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية والدبلوماسية والقضائية وعلماء الدين والمواطنين من مختلف المناطق الذين غصت بهم قاعات المجلس.
وعرّف بالحفل التأبيني الشاعر عبد الغني طليس الذي القى قصيدة من وحي المناسبة بعد تلاوة أي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني اللبناني، وتم عرض فيلم وثائقي لمسيرة الراحل الكبير».
دريان
وألقى المفتي دريان كلمة قال فيها: «عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية، فنحن نتحدث عن سماحةِ الإمام عبدِ الأمير قبلان. وعندما نتحدث عن الوحدة الإسلامية، فنحن نتحدث أيضا عن سماحة الإمام عبد الأمير قبلان. لقد تراكمت لديه رحمه الله تعالى النهايات الفكرية، التي وصل إليها سلفاه طيبا الذكر، الإمام المغيب سماحة السيد موسى الصدر، والإمام العالم والفقيه المجدد، محمد مهدي شمس الدين».
أضاف: «هكذا بقي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مجلسا أعلى، رافعا راية الوحدة الوطنية، عاملا على أن تكون وحدة المسلمين حجر الزاوية في صرح هذه الوحدة. كان ذلك ولا يزال، وسيبقى، هدفا نبيلا، بل الهدف النبيل، لدار الفتوى، وللمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولمشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، وللمجلس الإسلامي العلوي. من أجل ذلك اجتمعت هيئة (القمة الروحية الإسلامية) التي تضم المرجعيات الإسلامية الأربع (السنة – الشيعة – الدروز – العلويين) للتنسيق فيما بينها، ولبناء جسور التفاهم والتعاون مع شركائنا في الوطن، من مختلف الطوائف والكنائس المسيحية. ومن أجل ذلك أيضا، كان فقيدنا الكبير، يحرص على القيام بمبادرات شجاعة لتذليل الصعوبات، أو ما كان يبدو صعبا، بلمحة ذكية باسمة، أو بفكرة بناءة».
أضاف: «إننا في ذكرى وفاته، نفتقد الوجه المنير الباسم. نفتقد حكمته وإخلاصه وصدقه. ونفتقد إيمانه المطلق بالقدرة على تقويم الاعوجاج، وتدوير الزوايا الحادة، وشق طرق العمل البناء والمشترك».
وتابع: «يعاني لبنان من أزمات شتى، لا تعد ولا تحصى، والسعي جاد وكذلك الجهد من الرئيس المكلف لتشكيل حكومة تواجه هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان، وتجترح حلولا تخرج البلد من هذا النفق المظلم الذي طال مكوثنا فيه، وليست هذه المهمة مسؤولية الحكومة وحدها، بل هي مسؤولية جميع القوى السياسية التي شاركت وتشارك في إدارة مرافق الدولة على اختلافها، ليسهل تنفيذ الحلول على الحكومة، بإعطائها ما تحتاج إليه من دعم ومواقف إيجابية، لتسلك السبيل الصحيح إلى ذلك. وبدل من أن يتضافر الجميع حول هذا الهدف، نجد للأسف من يطلع علينا من هنا وهناك، بأصوات ناشزة، ومواقف تنحو منحى غير مريح، يزيد الأمور تعقيدا، ويزيد الشعب اللبناني بؤسا وشقاء، وكأن هذا الشعب ليس من أهلهم ولا من ذويهم، ولا أبناؤه أبناءهم، ولا مصيره مصيرهم. لقد أولاهم هذا الشعب ثقته، وحملهم أمانة قيادة الوطن، فجنحوا به إلى جرف آيل إلى السقوط في أي لحظة».
وقال: «إننا نريد حكومة تنهض بهذا الشعب المغلوب على أمره، ومن غير المسموح أن ينحدر به المسؤولون من جراء مواقفهم إلى واد سحيق من أودية جهنم التي يكوى بنارها السواد الأعظم من اللبنانيين، الذين فقدوا ما جنوه سحابة أعمارهم، وهجر أبناؤهم الذين خسرهم الوطن ثروة بشرية عليها يقوم مستقبل لبنان الذي أردناه واعدا. إن التعاطي بإيجابية مع تأليف الحكومة، يساعد الرئيس المكلف على التشكيل، لا على التعطيل، الذي يكون انعكاسه سيئا على الجميعِ من دون استثناء، ولا بد لنا من أن نؤكد المؤكد، أن تشكيل الحكومة هو مطلب اللبنانيين جميعا، وإذا لم يتم التشكيل، نخشى من أسوأ مما نحن فيه، خصوصا وأننا دخلنا استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإذا لم نستطع تأليف حكومة، فكيف سيكون الأمر بالنسبة إلى انتخاب رئيس جديد؟».
أضاف: «حذار ثم حذار من الوصول إلى الفراغ الرئاسي، فهذا الاستحقاق – كما تشكيل الحكومة – تجري في سبيله مساع كبيرة اليوم. ومعالجة هذين الاستحقاقين أمر أكثر من ضروري، لكي تتمكن الدولة من الصمود والاستمرار، ولكي ننقذ اللبنانيين الذين يعيشون أسوأ مرحلة مروا بها، وواجهها وطننا منذ ولادة دولة لبنان الكبير».
وتابع: «إن انتخاب رئيس للجمهورية، استحقاق مهم، فهو رأس الدولة، وينبغي أن يكون مرجعية جامعة وشاملة لكل اللبنانيين. المطلوب هو الوفاق والتوافق، لتأمين عملية الانتخاب، فلبنان بلد توافقي، والفراغ هو كارثة على لبنان وعلى اللبنانيين. دورنا أن ننتبه ونتنبه، كي لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه، وما حصل في الماضي بالنسبة إلى الفراغ الرئاسي، من غير المسموح أن يتكرر، لأن ما يمكن حدوثه قد يكون الأسوأ . واليوم ليس كالأمس، كل شيء تغير في هذا الإطار، وعلينا أن ندرِك هذه الحقيقة، وأن نعمل جميعا على إنجاز تشكيل الحكومة، وانتخاب رئيس جديد لكل اللبنانيين».
وأردف: «إن دار الفتوى سعت، وتسعى دائما إلى جمع الكلمة، ووحدة الصف اللبناني، ولا ننسى أن لبنان محاط بمخاطر واستهدافات كثيرة، ولا سبيل لخلاصه إلا بالتضامن والوعي والحكمة والإدراك، فهي كفيلة بدرء الخطر عن لبنان، وجعله سدا منيعا في وجه كل متربص لئيم».
أبي المنى
والقي شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ د. سامي ابي المنى كلمة قال فيها: سماحةُ الشيخ الإمام، عرفناه رجلَ علمٍ ومعرفة، ورجلَ مواقفَ ومبادئ، عرفناه قلباً كبيراً وعقلاً راجحاً وحضوراً لافتاً، وعرفناه وجهاً خيِّراً من وجوه الحوار والتقارب، وعلَماً لامعاً من أعلام المجتمع والوطن، كيف لا؟ وهو صاحبُ الكلمة الطيبة المؤثِّرة، والعبارةِ الرقيقةِ الصريحة، والخطابِ العابقِ بعبير المحبةِ والسلام».
كان سماحةُ الشيخ قبلان رائداً من روّاد الوحدة الإسلامية والتضامن الإنساني، من خلال عمله للتقريب بين المذاهب وتعميم ثقافة المصالحة والتعاون، ومن خلال جهاده في سبيل الله وخدمة الفقراء والمستضعفين، وفي عملِه للوحدة والتماسك والتعاون بين أبناء الوطن، أكان في الإطار الشيعيّ أم الإسلاميّ أم الوطنيّ، أم في اندفاعه ونُصرته للقضية الفلسطينية، أم في مساندته القويّة للمقاومة الوطنية طالما اقتضى الأمرُ ووُجد العدوان».
ودعا لأن يكون صوتُ الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان مسموعاً، ولْتبقَ دعوتُه الدائمةُ إلى الحوار والتعالي عن الصغائر قائمة، ولْنؤكِّدْ معه أن لبنانَ لا يحلِّقُ إلّا بجناحَيه؛ المسلمِ والمسيحي، ولتكنِ ذكرى رحيلِه الأُولى انطلاقةً لمسيرة إصلاحٍ حقيقيٍّ والتزامٍ أخلاقيٍّ ببنود الميثاق وبمواعيد الاستحقاقات الدستورية، بدءاً من تأليف الحكومة العتيدة الحائزة على ثقة الناس وممثّليهم والقادرة على تَحمُّلِ المسؤولية في مواجهة التحديات الداهمة، وصولاً إلى انتخاب رئيسٍ جديدٍ أمينٍ ومؤتمَنٍ على الجمهورية، وإلى عهدٍ جديدٍ يُعيدُ الثقةَ المفقودةَ بالدولة ويرسمُ ملامحَ لبنانَ الغدِ العائدِ إلى حقيقتِه المشرقة بالأملِ والعنفوان».
عصفور
والقى الشيخ محمد عصفور كلمة قال فيها: «إن مواجهة هذه الضغوط وايجاد السبل الآيلة للخروج منها هي بتوافق المعنيين وحملهم لمسؤولياتهم الوطنية والتفاهم للعمل من اجل المعالجات المسؤولة للوضع السياسي والاقتصادي ووقف الانهيار وتحصين الوطن والحفاظ على الانجازات التي تحققت،فتشكيل الحكومة حالة ضرورية وطنية وبنيوية واقتصادية وامنية ، وانجاز الاستحقاق الرئاسي ايضا حالة دستورية تحمي البنيان واستقرار المؤسسات وهنا على ذكر تشكيل الحكومات اسمحوا لي ان اكرر واؤكد على المطالبة بتخصيص مقعد وزاري للطائفة الإسلامية العلوية وانهاء مفاعيل الغبن والتهميش عن أبنائها وهذا حق اكده الدستور وصيغة العيش المشترك ورسالة لبنان الوطن والانموذج . نستذكر عبارات وتعبيرات الامام الراحل خصوصاً في الشأن الوطني، بإعتباره جزءاً من رسالته كمرجعية، اعتبر الوطن أمانة والناس أمانة .وأكد على مشروع الدولة القوية العادلة الحاضنة لجميع ابنائها، والعيش المشترك والسلم الأهلي وأن العائلة الوطنية شرط ضروري لقيامة لبنان».
قبلان
والقى المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ احمد قبلان كلمة قال فيها: «ما بين الأمس واليوم نفتقد قدوتنا، ومعلمنا، ومؤدّبنا، الأب العطوف، الشيخ عبد الأمير قبلان، وهو الذي خاض معركة مصير هذا البلد».
وعن العلاقة مع الإخوة المسيحيين أكّد عليها قائلاً: نحن المسلمين من كل المذاهب، من صميم ديننا، نعتقد أن مصلحة المسلم من مصلحة المسيحي كعنوان للعيش المشترك، والحقوق العابرة للطوائف.
وعن إطار العمل الوطني قال: السياسات الوطنية تعني «أن تضحي لا أن تنتقم».
وعن مفهوم العمل الحكومي، قال: لا يجوز أن تتحوّل الدولة عبئاً على المواطن، وإلا خسرنا الدولة والوطن والمواطن.
أدان تجربة الكيانات المالية التي سرقت البلد، وقال: لا شيء أخطر على هذا الوطن من لصوص الداخل.
حذّر من لعبة الأمم في المنطقة، وفي بلدنا بالخصوص، قائلاً: حين تتقسم البلاد تصبح ككرة نار، الكل يتقاذفها، «ومش رح نسمح بتقسيم البلد».
وعمّا آل إليه أمر البلد، قال: نحن أمام أزمة طاحنة للقطاع العام ولمرافق الدولة، أزمة تضع الناس في قعر الجوع، وتحوّلهم إلى مزيد من طوابير الذلّ في البنزين والخبز… وهنا بداية سقوط لبنان.
وعن هول المخاطر، قال: أخطرها هجرة شبابنا، بعدما تحوّلت الهجرة سبباً للحياة.
هو أول من حذّر من عمل مفوضية اللاجئين، وأشار إلى أنها تقود أخطر معركة لتبديل جيل الشباب، ولنسف ديمغرافيا لبنان، وشدّد على ضرورة إغلاق كل جمعياتها ومنعها من أي دور، وإلا سيضيع لبنان.
أما عن الإنقاذ فقال: ركيزة الحلول حكومة وطنية قوية، وشراكة دستورية على قاعدة شعب وسلطة وحكّام في سفينة واحدة.
وعن درع لبنان: الجيش والشعب والمقاومة، لافتاً أن من هزم إسرائيل والإرهاب هو أكبر ضرورة لبنان.
وعن شخصية رئيس الجمهورية، يجب أن يكون قائداً وطنياً عابراً للطوائف.
وعن خوفه، قال: أخشى أن يضيع هذا البلد ولو من دون حرب، وكان يخشى لعبة الفراغ، وخرائط التفريغ، والعواصف التي تتلطى بلباس الطائفية.
وقال عن واقع الناس: ظروف الناس عبارة عن مأساة، والسكوت جريمة، وعدم الإنقاذ جريمة أكبر وخيانة، وعدم المحاسبة إعدام للبلد والناس.
أما عن فعالية الحكومة، قال: لا تتكلوا على الآخرين، ولا على الخارج، والحكومة التي تنتظر مفاتيح الحلول من الخارج أو الأجانب «ستمشي بلا إجرين»، وإذا ما اتقفنا على مصالحنا الوطنية سيلعب العالم بنا.
وأما عن العدالة الوطنية قال: هي التي تحمي الفقراء من الأغنياء، وتحمي الناس من مافيات السوق، وتحمي السلطة ممن يحكم.
وأوصى القادة الوطنيين قائلاً: الوطن يقوم «بالتضامن مش بالقطيعة»، إذا توحدنا اجتزنا الأزمة، وإذا تفرقنا سيضيع البلد.
أما عن الحياد، كان يقول: كيف يكون هناك حياد، والنار تشتعل من حولنا وعلينا!
وختم: «نقول: العهد كما قال الشيخ عبد الأمير قبلان، الالتزام بمصالح هذا البلد، بشراكته الوطنية، وتنوّعه وتعدده وسلمه الأهلي، ودعم المشروع الوطني، وخدمة الناس والفقراء والانتصار للمظلوم، والمحروم، والمعذّب من كل الطوائف، والتفاني في سبيل مقاومته الشريفة ومشروع دولته الجامع. شكراً لكم جميعاً، عشتم وعاش لبنان».
الخطيب
والقى العلامة الخطيب كلمة قال فيها: «نحتفل اليوم بذكرى مرور عام على رحيل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة آية الله الامام الشيخ عبد الامير قبلان رضوان الله تعالى عليه، وبدايةً وبهذه المناسبة الاليمة، أجدد التعزية الحارة من اسرته الكريمة عموماً ومن اخي سماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ومن اسرته الكريمة لأن الراحل لم يكن لاسرته فقط أو لمحبيه أو للطائفة التي ينتمي و يعتز بالانتماء اليها، كان دائماً ينتمي للدائرة الاوسع التي لم تكن تتناقض مع كل ذلك، لأن نظرته العقائدية وتكوينه الفكري لم يكن منطلقها العصبية الضيقة وإنما الانسانية الرحبة والمحبة الصادقة التي لا تتأثر بالأهواء والغرائز أو المصالح المحدودة والضيقة».
ولئن استطاع هؤلاء الحؤول دون تحقيق هذه الاهداف التي رسم الامام السيد موسى الصدر غاياتها وسعى الامام قبلان مع الامام شمس الدين على رأس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى من اجلها وعمل على نهج الامام الصدر مع المخلصين من ابناء هذا البلد على وأد الفتنة التي اشعلها المتآمرون على لبنان وشعبه الطيب، ولكن غرس المقاومة الذي كان زرع الامام الطيب اثمر تحريراً للبنان ومن ثم منعةً له سقاها الشهداء بنجيع دمائهم القاني والمقاومون بعرق جهادهم، وانتم ايها الابرار ببصيرتكم النافذة ووعيكم وصبركم لم توفروا لها دعماً بمواقفكم الصلبة تردون عنها افتراءات المفترين وتضليلات المضللين تدفعون عنها كيد الكائدين حتى صلب عودها وقويت شوكتها مع الدعم الذي قدمته لها الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية وكل الحلفاء والاصدقاء مشكورين حفظاً للبنان من الاخطار جراء تهديدات الكيان الصهيوني الغاصب التي تقف اليوم مجددا الى جانبه بعد الحصار الاقتصادي ومحاولات تشويه صورة المقاومة والنيل من نبلها ونقائها وطهارتها بعد ان لم يقوَ العدو على هزيمتها عسكرياً، و في لعب سياسية خطيرة تدخل البلاد في ازمات جديدة تضاف الى ازماته المتعددة بما يبعدها عن الانشغال بإيجاد الحلول الممكنة لازماتها، استجابةً لتدخلات خارجية سافرة غير مقبولة ومستنكرة ، لما لها من عواقب وخيمة».
وتابع: «لقد اثبتت الوقائع الماضية أن الاستمرار في هذه السياسة ادى الى هذه النتائج الكارثية على جميع الاصعدة التي باتت تهدد مصير البلد، لذلك لا بد من الدعوة الى تحكيم العقل والسرعة في النزول عن هذا المركب الصعب والاتعاظ من الماضي وعدم تكرار التجربة وان تقوم القوى السياسية بالتوافق على انجاز الاستحقاقات الدستورية بدل التعويل على التدخلات الخارجية او التحولات الدولية والاقليمية، وخصوصاً في الظروف الحالية حيث بات مصير الوطن رهن هذا التوافق وحتى لا يعطى العدو الذريعة للتخلص من الاستجابة لحق لبنان في ثرواته البحرية.
وختم: «ان الشيعة اللبنانيين لم يغيّر ذلك في موقفهم من التمسك بالدولة ومؤسساتها ولا في مشروعهم السياسي، ولذلك فإن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يدعو اليوم كما في السابق الى عدم التفريط بوحدة الدولة ولا بكرامة اللبنانيين والى الحفاظ على لبنان وطناً نهائياً لبنيه والى وحدة ارضه وشعبه ووحدة الموقف في مواجهة مشروع الإرهاب الصهيوني الذي يشكل الخطر الحقيقي على لبنان ووحدة ارضه وشعبه وعلى المنطقة والخروج من الحسابات الطائفية والمصالح الخاصة ليبقى لبنان النموذج والرسالة.
التعليقات