التخطي إلى المحتوى

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اقام المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الامام الشيخ عبد الامر قبلان، وعائلة الراحل حفلاً تأبينياً في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس، حضره: ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب الان عون، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي عسيران، ممثل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، ووزراء وممثلين عنهم ، ونواب ، وحشد كبير من الشخصيات السياسية والعسكرية والحزبية والديبلوماسية والقضائية وعلماء الدين والمواطنين من مختلف المناطق الذين غصت بهم قاعات المجلس.

وعرّف بالحفل التأبيني الشاعر عبد الغني طليس، الذي القى قصيدة من وحي المناسبة بعد تلاوة أي من الذكر الحكيم والنشيد الوطني اللبناني، وتم عرض فيلم وثائقي لمسيرة الراحل.

دريان: نحذر من كارثة الفراغ الرئاسي

القى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كلمة أشار فيها الى “أننا عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية والإسلامية فنتحدث عن الشيخ قبلان، فلقد تراكمت لديه النهايات الفكرية التي وصل اليها سلفاه طيبا الذكر الإمام المغيب موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين، وهكذا بقي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مجلسا أعلى رافعا راية الوحدة الوطنية عاملا أن تكون وحدة المسلمين هي الأساس”، مضيفا “إننا نريد حكومة تنهض بهذا الشعب المغلوب على أمره، إن التعاطي بإيجابية مع تأليف الحكومة، يساعد الرئيس المكلف على التشكيل، لا على التعطيل، الذي يكون انعكاسه سيئا على الجميعِ من دون استثناء، ولا بد لنا من أن نؤكد أن تشكيل الحكومة هو مطلب اللبنانيين جميعا، وإذا لم يتم التشكيل، نخشى من أسوأ مما نحن فيه، خصوصا وأننا دخلنا استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإذا لم نستطع تأليف حكومة، فكيف سيكون الأمر بالنسبة إلى انتخاب رئيس جديد؟”.

وقال: “حذار ثم حذار من الوصول إلى الفراغ الرئاسي، فهذا الاستحقاق كما تشكيل الحكومة تجري في سبيله مساع كبيرة اليوم. ومعالجة هذين الاستحقاقين أمر أكثر من ضروري، لكي تتمكن الدولة من الصمود والاستمرار، ولكي ننقذ اللبنانيين الذين يعيشون أسوأ مرحلة مروا بها”، مضيفا “المطلوب هو الوفاق والتوافق، لتأمين عملية الانتخاب ، فلبنان بلد توافقي، والفراغ هو كارثة على لبنان وعلى اللبنانيين. دورنا أن ننتبه ونتنبه، كي لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه، وما حصل في الماضي بالنسبة إلى الفراغ الرئاسي، من غير المسموح أن يتكرر، لأن ما يمكن حدوثه قد يكون الأسوأ . واليوم ليس كالأمس، كل شيء تغير في هذا الإطار، وعلينا أن ندرِك هذه الحقيقة، وأن نعمل جميعا على إنجاز تشكيل الحكومة، وانتخاب رئيس جديد”.

ابي المنى : لْتبقَ دعوتُه للحوار قائمة

بدوره، قال شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى كلمة قال فيها: عرفناه الشيخ الراحل رجلَ علمٍ ومعرفة، ورجلَ مواقفَ ومبادئ، عرفناه قلباً كبيراً وعقلاً راجحاً وحضوراً لافتاً، وعرفناه وجهاً خيِّراً من وجوه الحوار والتقارب، وعلَماً لامعاً من أعلام المجتمع والوطن، كيف لا؟ وهو صاحبُ الكلمة الطيبة المؤثِّرة، والعبارةِ الرقيقةِ الصريحة، والخطابِ العابقِ بعبير المحبةِ والسلام”، مضيفا “فليكُنْ صوتُ الراحل مسموعاً، ولْتبقَ دعوتُه الدائمةُ إلى الحوار والتعالي عن الصغائر قائمة، ولْنؤكِّدْ معه أن لبنانَ لا يحلِّقُ إلّا بجناحَيه؛ المسلمِ والمسيحي، ولتكنِ ذكرى رحيلِه الأُولى انطلاقةً لمسيرة إصلاحٍ حقيقيٍّ والتزامٍ أخلاقيٍّ ببنود الميثاق وبمواعيد الاستحقاقات الدستورية، بدءاً من تأليف الحكومة العتيدة الحائزة على ثقة الناس وممثّليهم والقادرة على تَحمُّلِ المسؤولية في مواجهة التحديات الداهمة، وصولاً إلى انتخاب رئيسٍ جديدٍ أمينٍ ومؤتمَنٍ على الجمهورية، وإلى عهدٍ جديدٍ يُعيدُ الثقةَ المفقودةَ بالدولة ويرسمُ ملامحَ لبنانَ الغدِ”.

عصفور: للعمل من اجل المعالجات

والقى القائم بأعمال المجلس العلوي الشيخ محمد عصفور كلمة قال فيها: “ان السبل الآيلة للخروج من الأزمة الراهنة هي بتوافق المعنيين وحملهم لمسؤولياتهم الوطنية والتفاهم للعمل من اجل المعالجات المسؤولة للوضع السياسي والاقتصادي ووقف الانهيار وتحصين الوطن والحفاظ على الانجازات التي تحققت، فتشكيل الحكومة حالة ضرورية وطنية وبنيوية واقتصادية وامنية ، وانجاز الاستحقاق الرئاسي ايضا حالة دستورية تحمي البنيان واستقرار المؤسسات وهنا على ذكر تشكيل الحكومات اسمحوا لي ان اؤكد على المطالبة بتخصيص مقعد وزاري للطائفة الإسلامية العلوية وانهاء مفاعيل التهميش عن أبنائها وهذا حق اكده الدستور وصيغة العيش المشترك ورسالة لبنان الوطن والانموذج . وأكد على مشروع الدولة القوية العادلة الحاضنة لجميع ابنائها، والعيش المشترك والسلم الأهلي وأن العائلة الوطنية شرط ضروري لقيامة لبنان”.

قبلان: كان يخشى لعبة الفراغ

والقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان كلمة قال فيها: “ما بين الأمس واليوم نفتقد قدوتنا، ومعلمنا، ومؤدّبنا، الأب العطوف، الشيخ عبد الأمير قبلان، وهو الذي خاض معركة مصير هذا البلد، نستذكره أباً للفقراء والمساكين، عنيداً بوطنيته، مصراً على أخلاقيته، متفانياً بمشروع بلده وناسه”، مضيفا “لذلك، ونزولاً على رؤيته ومطلبه الدائم أود أن أعرض بعض وصاياه من خلال كلماته وخطبه، وإن شاء الله تعالى سيصدر قريباً كتابٌ تحت هذا العنوان. لبنان يحتاج إلى صيغة مواطنة تحمي الطوائف، وهي التي تمنع التمييز وتضمن الخصوصيات، وتحقّق الطموح بطائفة الإنسان”، مضيفا “نحن المسلمين نعتقد أن مصلحة المسلم من مصلحة المسيحي كعنوان للعيش المشترك، والحقوق العابرة للطوائف.”

وتابع “لا يجوز أن تتحوّل الدولة عبئاً على المواطن، وإلا خسرنا الدولة والوطن والمواطن. وحذّر من لعبة الأمم في المنطقة، وفي بلدنا بالخصوص، قائلاً: حين تتقسم البلاد تصبح ككرة نار، الكل يتقاذفها، “ومش رح نسمح بتقسيم البلد. هو أول من حذّر من عمل مفوضية اللاجئين، وأشار إلى أنها تقود أخطر معركة لتبديل جيل الشباب، ولنسف ديمغرافيا لبنان، وشدّد على ضرورة إغلاق كل جمعياتها ومنعها من أي دور، وإلا سيضيع لبنان”، مضيفا “أما عن الإنقاذ فقال: ركيزة الحلول حكومة وطنية قوية، وشراكة دستورية على قاعدة شعب وسلطة وحكّام في سفينة واحدة. أخشى أن يضيع هذا البلد ولو من دون حرب، وكان يخشى لعبة الفراغ، وخرائط التفريغ، والعواصف التي تتلطى بلباس الطائفية”.

وأردف “أما عن فعالية الحكومة، قال: لا تتكلوا على الآخرين، ولا على الخارج، والحكومة التي تنتظر مفاتيح الحلول من الخارج أو الأجانب “ستمشي بلا إجرين”، وإذا ما اتقفنا على مصالحنا الوطنية سيلعب العالم بنا. وعن العدالة الوطنية قال: هي التي تحمي الفقراء من الأغنياء، وتحمي الناس من مافيات السوق، وتحمي السلطة ممن يحكم”.

وختم قبلان بالقول: “أما لحركة أمل وحزب الله، فقال: أنتم أساسٌ لأي قوة وطنية، والفتنة حرام، وكان يحذر: أن هناك من يريد ضرب الشيعة بالشيعة، والطوائف بالطوائف، ومن يفعل ذلك آثم”.

الخطيب: كان داعية حوار

وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الشيخ علي الخطيب: “نفتقد في هذه الظروف الصعبة شجاعة وجرأة الامام قبلان كما نفتقد قائد هذه المسيرة الإمام السيد موسى الصدر واخويه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين أعادهم الله سالمين، ونفتقد الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين”، مضيفا “كان الشيخ داعية حوار وتفاهم ووحدة ووئام بين كل الأطياف والمذاهب والأطراف، عاملاً للجمع والتعاون بين اللبنانيين وناصراً للشعب الفلسطيني وسنداً لقضيتهم التي طالما اعتبرها قضية العرب والمسلمين، ونحن نؤكد استمرارنا في الوقوف الى جانب سوريا والشعب الفلسطيني ومجاهديه وندعو الى افضل العلاقات مع سوريا الشقيقة التي كانت وستبقى سنداً للبنان وشعبه، كما نؤكد على افضل العلاقات مع العرب والمسلمين لما فيه مصلحة لبنان وقضايا العرب والمسلمين المشتركة”.