يمثل سبتمبر 2022 مرور 176 عامًا على اكتشاف أبعد كوكب فى نظامنا الشمسى ومن المصادفات الجميلة أن نبتون فى حالة التقابل وأقرب مسافة وأكثر سطوعًا هذا الشهر فى السادس عشر من سبتمبر الجاري.
وقالت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها:كان نظامنا الشمسى يتألف من 5 كواكب على مدى آلاف السنين، نجوم حائرة للعين المجردة، وطبيعتها الحقيقية غير معروفة حتى عن أعين مراقب النجوم، عندما وجه غاليليو التلسكوب إلى السماء فى عام 1609 قام بتغيير نظرتنا إلى السماء ليلًا إلى الأبد.
وتابع التقرير: كشف تلسكوبه عن كون خفى لعدد لا يحصى من النجوم غير المرئية وعوالم خارج عالمنا، أصبحت النجوم المتجولة كرات كونية، مع نظام شمسى مصغر من الأقمار التى تدور حول المشتري.
أضاف التقرير: غاليليو لم يعلم بانه رصد الكوكب الثامن والأبعد فى النظام الشمسى بعد بضع سنوات فقط. بحلول شتاء عام 1612، رصد غاليليو كوكب المشترى كل ليلة تقريبًا.
وتابع: لقد سجل حركة أقماره وموقع الكوكب مقارنةً بالنجوم (أحيانًا يكون خافتًا اعتمادًا على ظروف المراقبة)، وبتاريخ 28 ديسمبر 1612، الساعة 3:46 صباحًا بالتوقيت المحلى، سجل غاليليو “نجمًا ثابتًا” بعيدًا شرق كوكب المشترى – حتى اقصى الشرق لدرجة أنه لم يستطع ملاءمته على ورقته. فى ذلك الوقت كان كوكب المشترى فى برج العذراء وتظهر خرائط النجوم الحديثة عددًا قليلًا من النجوم الساطعة فى هذه المنطقة من السماء.
ومع ذلك، يظهر استقراء مدار نبتون أن العملاق الجليدى كان فى نفس الاتجاه بالنسبة إلى كوكب المشترى مثل نجم غاليليو الثابت. يصل نبتون فى أخفض لمعانه إلى +8، لذلك من المحتمل أن يكون “نجم غاليليو الثابت” هو العملاق الجليدى البعيد.
وسجل غاليليو أيضًا نبتون بعد شهر فى 28 يناير 1613 مشيرًا إلى أن “النجم الثابت” قد تحرك على ما يبدو مقارنةً بالنجم الآخر، ومع ذلك، مع تلسكوب بقوة تكبير 30 × فقط، لم يستطع غاليليو رؤية نبتون على أنه أكثر من نقطة من الضوء.
وبالرغم من وجود الكثير من الأدلة على أن غاليليو رصد نبتون، فلا يوجد ما يشير إلى أنه يعتقد أنه ربما اكتشف نجمًا آخر متجولًا.
وأشار التقرير إلى أنه لهذا السبب يعود الفضل فى اكتشاف نبتون إلى أوربان لوفيرييه ويوهان غوتفريد غال وجون كوش آدامز، بعد حوالى 243 عامًا من ارصاد غاليليو الأولية، فعلى عكس أى كوكب آخر فى نظامنا الشمسى، كان وجود نبتون نظريًا قبل اكتشافه.
وعندما اكتشف السير ويليام هيرشل بالصدفة أورانوس، الكوكب السابع، فى عام 1781، تسبب بمفاجأة كبيرة فى المجتمع الفلكي.
ولأول مرة منذ العصور القديمة، نما نظامنا الشمسى وبسبب هذا الاكتشاف بدأ علماء الفلك يتساءلون عما إذا كان هناك المزيد من الكواكب التى يتعين اكتشافها وهى خافته جدًا بحيث لا يمكن تمييزها بالعين المجردة.
وعام 1821، نشر عالم الفلك الفرنسى أليكسيس بوفارد جداول فلكية تتنبأ بمدار أورانوس محسوبة باستخدام قوانين نيوتن للحركة والجاذبية.
وخلال مدى العقود اللاحقة أدرك علماء الفلك أن حركة أورانوس كانت تنحرف عن تنبؤات بوفارد، على الرغم من أن بوفارد قام بحساب اضطرابات الجاذبية المؤثرة على الكوكبين العملاقين المشترى وزحل.
وتابع التقرير: جادل البعض بأن حركة أورانوس غير المنتظمة كانت دليلًا على أن قوانين نيوتن تنهار أو تتغير على مسافات بعيدة من الشمس، أو بشكل أكثر إثارة، ماذا لو كان هناك كوكب آخر يسحب أورانوس، كوكب غير مكتشف لا يمكن لبوفارد أن يحسبه؟
وعاما 1843 و1845، بدأ عالم الرياضيات البريطانى جون كوش آدامز وعالم الفلك الفرنسى أوربان لو فيرييه بشكل مستقل مهمة للتنبؤ رياضيًا بموقع الكوكب الثامن.
وكشف التقرير الذى أعده المهندس ماجد أبو ظاهرة، واجه آدامز صعوبة فى إقناع علماء الفلك باستخدام حساباته للبحث عن الكوكب الثامن المفترض – اضافة الافتقار إلى خرائط النجوم الخافتة التفصيلية ومنطقة البحث واسعة للغاية.
وتابع: كافح لو فيرييه أيضًا، ولكن فى 23 سبتمبر 1846، تغير حظه عندما وصلت الكلمة إلى عالم الفلك الألمانى يوهان جوتفريد جالى من مرصد برلين، وتمكن جالى من الوصول إلى خريطة نجوم مفصلة تم الانتهاء منها مؤخرًا لنفس المنطقة من السماء والتى أشارت إليها حسابات أوربان لوفيرييه.
وبعد أقل من ساعة من البحث، حدد جالى كوكب نبتون، على بُعد درجة واحدة فقط من موقع أوربان لوفيرييه المتوقع، وعلى الرغم من أن جالى كان أول من رأى نبتون وتعرف عليه ككوكب، فإن اكتشاف العملاق الجليدى يرجع أيضًا إلى أوربان لوفيرييه، لأنه بدون حساباته، لم يكن جالى قد وجد نبتون.
يكسب آدامز مكانه فى كتب التاريخ جنبًا إلى جنب مع الكتب الأخرى لأن البحث العملى ربما لم يبدأ أبدًا بدون حساباته التى تدعم نتائج أوربان لوفيرييه.
لحسن الحظ بالنسبة لنا، بعد 176 عامًا من اكتشاف نبتون، فإن اجهزة الرصد الفلكية الحديثة تجعل رصد الكوكب الأبعد فى نظامنا الشمسى أسهل بكثير.
اليوم 16 سبتمبر 2022، نبتون فى التقابل لو يواجه الشمس فى سماء الأرض – وهو أفضل وقت لمشاهدة الكواكب الخارجية فى نظامنا الشمسى – فهى أقرب إلى حد ما، لذا فهى مشرقة ويمكن رؤيتها طوال الليل.
ان لمعان هذا العملاق الجليدى يبلغ +7.8، وهو أقل بخمسة أضعاف من اخفت الأجسام التى يمكن رؤيتها بالعين المجردة، لذلك من الضرورى استخدام المنظار أو التلسكوب.
لرؤية نبتون كقرص أزرق، ستحتاج إلى قوة تكبير تصل إلى 200 ضعف وظروف رؤية جيدة (جو هادئ وثابت)، يوجد نبتون فى الجنوب، فى برج الدلو، ولكن فى الواقع سيكون برج الحوت هو الدليل الأكثر فائدة، إلى جانب كوكب المشترى الغازى العملاق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
التعليقات