التخطي إلى المحتوى

في وقت سابق من هذا العام، سمح وقف الأعمال العدائية في الصراع المرير بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي والقوات الاتحادية الإثيوبية بإيصال إمدادات الطوارئ إلى المنطقة الشمالية من البلاد، التي كانت حتى ذلك الحين ترزح تحت ما وصفته الأمم المتحدة بالحصار الفعلي.

لكن مع استئناف الصراع بين المتمردين والقوات الحكومية يقول أطباء في أكبر مستشفى في تيغراي إن لديهم إمدادات من الإنسولين لا تكفي سوى أيام بعد انقطاع الإمدادات مرة أخرى عن المنطقة.

ومع احتدام القتال مرة أخرى وإلقاء كلا الجانبين اللوم على الآخر في خرق الهدنة، يقول المشرفون على توزيع المساعدات الإنسانية إنهم لم يتمكنوا من إيصال إمدادات جديدة من الغذاء أو الأدوية إلى تيغراي منذ شهر.

ولا تزال المنطقة معزولة إلى حد كبير عن بقية إثيوبيا، دون خدمات أساسية مثل الكهرباء والاتصالات والبنوك.

وقال طبيب كبير، طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، لصحيفة الغارديان: “ما كان لدينا في المستشفى الذي كنا نوزعه على المرضى، ولكن خاصة هذا الأسبوع، يأتي المرضى ونقول لهم إنه ليس لدينا أدوية الإنسولين”.

وأضاف “إنهم قادمون من أماكن بعيدة جدا، النقل ليس سهلا، لذلك عندما يصلون إلى هنا ونقول لهم أنه لا يوجد إنسولين، فإنهم يشعرون بالحزن الشديد، إنهم يبكون”.

وقال الطبيب إنه كان خائفا من أن يشهد مستشفى آيدر تكرارا لما حدث العام الماضي، عندما توقفت الإمدادات إلى تيغراي لعدة أشهر. وقال: “سنرى مرضى يموتون ويسقطون في الشارع”.

وقال طبيب ثان في مستشفى آيدر للصحيفة البريطانية إن الأطباء في تيغراي استخدموا عموما نوعين من الأنسولين، الأول، سريع المفعول، أو العادي، والآخر متوسط المفعول، المعروف باسم “NPH”.

وأضاف “ما لدينا هو كمية (صغيرة) جدا من العادية. لقد حجزنا ذلك للتعامل مع المضاعفات الحادة لمرض السكري”.

وأضاف “خلاف ذلك، فإن الإنسولين الرئيسي للمريض من النوع متوسط المفعول، والذي يحاكي الإنسولين الذي ينتجه الجسم غير متوفر، لقد مر أكثر من شهر تقريبا منذ أن نفد الإنسولين”.

يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى الإنسولين يوميا للتحكم في مستويات الغلوكوز في الدم. وبدون ذلك، يمكن أن تكون حالتهم قاتلة بسرعة.

وتنفي الحكومة وضع تيغراي تحت الحصار، وتلقي باللوم على جبهة تحرير شعب تيغراي في إعاقة إيصال المساعدات.

كما اتهم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي سلم جميع الشحنات الإنسانية إلى المنطقة نيابة عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود وغيرها، المتمردين في الماضي بالاستيلاء على وقود شاحناته واحتجاز شاحنات المساعدات لفترة طويلة.